«العويس الثقافية» تدشن نادي السينما
أطلقت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بدبي، في مؤسستها العريقة نادياً سينمائياً تحت مسمى «نادي العويس السينمائي»، ليمثل إضافة ثقافية بصرية بجانب المسرح والجائزة ومشاريعها الثقافية الأخرى، بهدف الارتقاء بالذائقة بعرضها الأفلام التي تعني بقضايا الواقع، وغيرها من الأفلام التي حظيت بجودة الفكرة ونالت عليها الجوائز والتكريمات في المحافل الكبرى، سواء الأفلام الطويلة أو القصيرة، وهذا النوع من الأفلام عادة يعرض في النوادي السينمائية لا السينما التجارية، أما هذه البادرة الراقية من مؤسسة العويس الثقافية فليست سوى تنشيط للثقافة ودعماً لأفلام المهرجانات بحضور جمهوره النوعي، بالإضافة إلى فتح باب النقد وطرح الآراء وأسئلة موجهة من الجمهور إلى المخرج.
وعرض مساء يوم الخميس الماضي في نادي العويس الثقافي ثلاثة أفلام قصيرة للمخرج الإماراتي صالح كرامة العامري، فيلم (توزيعة) وفيلم (خارجي على السطح) وفيلم (سايرين الغوص) هذه الأفلام قدمها المخرج بكاميرات عادية، وبصفة شخصية، ومجهود فردي، ومن دون تمويل.
فيلم توزيعة
الفكرة الإبداعية في فيلم (توزيعة) صنفها مهرجان برلين السينمائي كأفضل فيلم قصير، وصعوده إلى قائمة أفضل الأفلام في المكسيك، الفكرة هي التي تأخذ أهميتها في تلك المهرجانات، والفكرة هنا رغم بساطتها تبقى عميقة عن كرةٍ يلعب بها صبية في حي شعبي بين الطين والماء الراكد، حتى تطير الكرة بقذفها بالقدم خارج سورٍ عالٍ، وتأتي السيارة المارة صدفة (وهي الآلة المنتصرة المكتسحة) تدعس الكرة (رمز اللعب البريء)، ينظر الصبية بحزن وبأسى إلى كرتهم التي دمرت، وانتهاء اللعبة والمتعة، ويعودون متأسفين إلى منازلهم، لتبقى الفكرة هنا مجازاً في قتل البراءة.
خارجي على السطح
تمارس امرأة إماراتية عملها الاعتيادي والروتيني فوق سطح منزلها الكائن في حي شعبي، بنشرها ملابس أسرتها المغسولة، وفجأة تهب عاصفة خفيفة ومفاجئة، لتطير «شيلة» رأسها، أي حجابها، فتظهر علامات الخوف من انكشاف شعرها وصدرها وتنظر سريعاً على أسطح بيوت جيرانها للتأكد إن رآها أحد قبل أن تلبس على رأسها (شرشف) قطعة قماش بيضاء مبلولة ومغسولة من على الحبل، لتحمل تعابير وجهها رد فعلها النفسي العاكس للخوف من نقد المجتمع الذكوري المراقب للمرأة على الدوام.
سايرين الغوص
فيلم يعرض أسلوب الغوص وصيد اللؤلؤ، لكنه مقابل الأبراج الإسمنتية التي بدأت تظهر أمامهم في اليابسة، ويصور المخرج هذا الفيلم بشكل واقعي وكاميرا يدوية بعدسات قليلة، ليعكس مدى المعاناة التي كابدها الناس قديماً فوق سفينة تحمل كل الأعمار والحرف والأدوار مختلفة، رغم انسجامهم وأحاديثهم المشتركة، حتى يأتي دور الغوص وجلب المحارات وفلقها، وأخيراً يصدر عن النهام صوت التعبير عن الأسى والفرح من خلال كلمات معبرة، حتى العودة إلى الساحل.
ثقافة بحرية
حضر هذه المشاهدات السينمائية النهام المعروف فهد آل علي، دُعي للنهم على المنصة في عدة وقفات، تم استضافته لينهم بعد العروض الثلاثة أمام الجمهور شارحاً كل نهمة متى تكون، والنتيجة أنه أمتع الحضور بشكل كبير، وعن الثقافة البحرية الفنية الممتدة والمتنوعة، لها أدواتها وعالمها والكثير من التفاصيل التي لم تعد ممارسة اليوم، لكنها قبعت في الأرشيف والمكتبات فقط.
يبقى هدف النوادي السينمائية بالدرجة الأولى تعليمية توعوية، ليأتي دور النادي السينمائي في كل أنحاء العالم بإنتاج برامج فصلية أو سنوية، في كتيبات وجداول زمنية، ونشرها بالتعاون مع الصحف، وبالتالي تنشيط المقالات والدراسات النقدية حول هذه الأفلام الهامة والتي تنتج بعضها ومواهب غنية وبجهود فردية، لازدياد عدد الحضور بتعزيز الأعمال السمعية والبصرية المختلفة.
سيرة ذاتية
صالح كرامة من مواليد أبوظبي، وخريج جامعة الإمارات، خريج إعلام من جامعة الإمارات، وعمل في الصحافة، ومن مؤسسي مسرح أبوظبي، قاص ومسرحي ومخرج وممثل وكاتب سيناريو، وشارك بإبداعه المسرحي في الإمارات ودول عربية وغربية، عضو في لجان نقدية عديدة. كما فار بالعديد من الجوائز المحلية والعالمية، أعماله المتنوعة بالعشرات، مسرحيته (واسيني) اختيرت من ضمن المنهاج الدراسي لجامعة «أرجون» بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقدمها طلاب الدراما وتعد سابقة من نوعها، بأنها تعد المسرحية الأولى في تاريخ الجامعة في أن يتم تناول المسرح العربي، لتحظى بالإعجاب والإشادة من قبل هيئة التدريس.
المصدر:البيان