مؤتمر الناشرين يسلط الضوء على أفريقيا وصناعة النشر
اختتم مؤتمر الناشرين أعمال دورته الـ11،التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب فى مركز إكسبو الشارقة، بالتعاون مع الاتحاد الدولى للناشرين، بجلستين حواريتين عقدتا بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمى، رئيسة الاتحاد الدولى للناشرين، وعدد من مسؤولى الاتحاد.
الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي خلال المؤتمر
وحملت الجلسة الأولى عنوان"تطوير المحتوى التعليمى: دور الناشرين فى عصر التعلم الرقمى"، وأكد المشاركون فيها أن صناعة النشر أظهرت مرونة كبيرة في إنتاج المحتوى التعليمي في ذروة الوباء، تزامناً مع الاعتماد على التعلم الرقمى، وما نتج عنه من مواكبة تقنية من قبل دور النشر الذين اختلفت تجاربها، وحققت بعضها نجاحات في مجال النشر التعليمي خلال فترة الجائحة العالمية.
وشارك في الجلسة التي أدارها خوسيه بورجينو، الأمين العام للاتحاد الدولي للناشرين، كل من:ناتاشا ديفاسار، المدير الإداري لتايلور وفرانسيس، رئيسة اتحاد الناشرين في الهند، والدكتورة نيلام بارمار، مدير التعليم الرقمي في مدارس هارو الدولية في آسيا، وبيل كينيدي، مؤسس شركة أبي سينا للشراكة المحدودة من المملكة المتحدة، وجولي أتريل، مديرة الحقوق الدولية، وايلي من المملكة المتحدة.
وتحدث مدير الجلسة خوسيه بورجينو حول الاختلافات في تعامل الناشرين مع فرص التعليم الإلكتروني وإنتاج الكتاب الرقمي، مشيرًا إلى أن فترة الإغلاق نقلت التعليم في المدراس إلى الشكل الافتراضي، وأن تلك المرونة كان لها تأثير على خيارات الناشرين وعلى إنتاجهم للكتب والمواد التعليمية.
وتحدثت ناتاشا ديفاسار حول التحول إلى الرقمية، هو تحول من نطاق الخدمة إلى نطاق المفهوم، وذكرت أن سوق النشر في الهند تعتمد بشكل كبير على نشر الكتاب التعليمي الورقي، وأن الكتب الإلكترونية التعليمية كانت تمثل قبل الجائحة 5% مقابل 15% عالمياً، ودعت الناشرين إلى التركيز على بحث الاستدامة والاستمرارية في الحفاظ على رضا البيئة التعليمية التي تستخدم الصيغة الرقمية من الكتاب.
جانب من المؤتمر
وفي الجلسة الأخيرة التي جاءت بعنوان "إبراز الابتكارات الإفريقيّة في مجال النشر: الصندوق الإفريقي للابتكار في النشر"، وأدارتها وانجيرو كوينانج، مؤلفة، وشارك فيها كل من: أليسون تويد، الرئيس التنفيذي للدعم الدولي للكتب من المملكة المتحدة، وكاثرين يويمانا، خبيرة تطوير الكتب، من منظمة إغاثة الطفولة الدولية في رواندا، وشيريكوري شيريكور، شاعر من زيمبابوي، وكوموريور أليرا بوشيراتو، المؤسسة المشاركة لمؤسسة تعليم الفتيات من غانا، وويل كلورمان، الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات فى كينيا.
وتناولت الجلسة الشراكة بين الاتحاد الدولي للناشرين ومبادرة "دبي العطاء"، والتي أثمرت في عام 2019 إنشاء الصندوق الإفريقي للابتكار في النشر(APIF)، وتطرق المشاركون إلى دور الصندوق في تحفيز الابتكارات التي عالجت التحديات الرئيسية في قطاع النشر الإفريقي من خلال دعم المكتبات، وتمويل إعادة بناء عدد من المكتبات الوطنية والمجتمعية وتنويع مصادر إيرادات الناشرين في إفريقيا.
وأشارت أليسون تويد، إلى أن منحة الصندوق الإفريقي للابتكار في النشر ساعدت في تحويل محلات قديمة إلى مكتبة في زنجبار وأن الفكرة كانت حلماً إلى أن تحققت بفضل المبادرة التي انطلقت عام 2019 بالاشتراك بين دبي العطاء والاتحاد الدولي للناشرين، وذكرت أن المكتبة حصلت على مجموعة إصدارات من دار كلمات في الشارقة وأن 75% من الكتب مخصصة للأطفال،لكن المكتبة تحولت إلى مورد للجميع في زنجبار.
وبدورها تحدثت كاثرين يويمانا عن تجربتها في روانداوالتي تركز على تقديم حلول للمجتمعات المحلية من خلال توفير المطبوعات والكتب الرقمية ورفعها على أجهزة وتقديمها للمجتمعات، بالتعاون مع ناشرين من رواندا ينتجون كتب الأطفال، بالإضافة إلىتدريب موظفي المكتبات لتحقيق الإدارة الفعالة واستخدام الحلول الرقمية، ومواكبة التطور الذي يحدث في التعلم الالكتروني، وخاصة في مجال دعم الأطفال ومنحهم ما يناسب أعمارهم من الكتب التي تنمي مقدراتهم، والعمل مع أولياء الأمور ليسمحوا لأطفالهم بالذهاب إلى المكتبات.
فيما عرض الشاعر شيريكورى شيريكور تجربته فى النشر وفى بناء مكتبة صغيرة في قريته حصلت على دعم من الصندوق الأفريقى للابتكار فى النشر، وأشاد بما قدمه الاتحاد الدولي للناشرين لمشروع المكتبة، الذى يخدم شرائح من المجتمع، وخاصة الأطفال والشباب.
من جهتها، أشارت كوموريور أليرا بوشيراتو إلى تجربة مؤسستها فى شمال غانا حيث يؤمن المجتمع أن التعليم حق للأولاد الذكور فقط، والتى بدأت عملها بالتركيز على تعليم الفتيات والأطفال، ولفتت إلى صعوبة الظروف التعليمية والاجتماعية وتأثريها على حرمان الفتيات من التعليم والقراءة، وهو ما دفع منظمتها إلى السعى من أجل تمكينالفتيات وحصولهن على أماكن فى المكتبات للارتقاء بثقافتهن والحصول على فرص للتعلم الرقمى.
وكان آخر المتحدثين في الجلسة الختامية ويل كلورمان، الذي قال إن الحواجز التي تحول دون استخدام المحتوى الرقمي في بعض المجتمعات هي الحواجز ذاتها التي تحد من انتشار الكتب مطبوعة، وأشار إلى عمله في عدد من البلدان الإفريقية، وتحدث عن المشروع الذي يعمل عليه لنشر قراءة الكتب الرقمية والتعليم الافتراضى فى كينيا، بالتركيز على استخدام المواد التعليمية الرقمية فى المدارس وخارجها، من خلال توزيع أجهزة الحاسوب على عدد من المدارس الكينية، والتعاون مع ناشرين من كينيا لتطوير محتوى رقمي وتسهيل وصوله للأطفال في المدارس.
وشهد المؤتمر الذي عقد خلال الفترة من 31 أكتوبر حتى 2 نوفمبر تنظيم ثمان جلسات ناقشت العلاقة بين استدامة قطاع النشر وتعزيز التكيف مع الأزمات من خلال تطوير أساليب مبتكرة في مجال تسويق الكتاب على المستوى العالمى.
المصدر: اليوم السابع