انطلاق فعاليات ندوة هبة القدس دروس واستخلاصات
انطلقت صباح اليوم السبت، فعاليات ندوة يوم القدس في دورتها الثانية والثلاثين تحت عنوان "هبة القدس دروس واستخلاصات"، نظمتها جمعية يوم القدس في مدرج خليل حدادين في نقابة مقاولي الإنشاءات الأردنيين.
وثمن نائب رئيس الجمعية عزمي منصور في كلمة القاها خلال حفل افتتاح الندوة، دور جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، مشيرا إلى تضامن الأردن؛ ملكا وحكومة وشعبا مع أبناء فلسطين دفاعا عن الأقصى في مواجهة كل المخططات العلنية والسرية للاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الجمعية اخذت على عاتقها واختطت دربها ليكون لها ومن خلال جميع نشاطاتها الثقافية والإعلامية المتنوعة ومركز دراسات القدس الذي يتبع لها، والمساعدات لأهلنا الصامدين في القدس، أثر في الدفاع عن قضية فلسطين وقدسها في القلب منها.
وقال انه في كل عام تأتي هذه الندوة قنديل ثقافة وحبا وانتماء ليزداد الوعي نورا حتى لا تطغى على عقولنا وافكارنا صفحات سوداء تعمل جاهدة على طمس اقدس قضية عرفتها البشرية.
بدوره، قال نقيب مقاولي الإنشاءات احمد يعقوب "اعتدنا وإياكم أن نقف كل عام بهذا الموقف المشرف والذي تتشرف فيه نقابة المقاولين أن تستضيف هذه الفعاليات المستمرة للدفاع عن فلسطين"، مثمنا دور القيادة الهاشمية برعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والدفاع عن القدس. وقال إنه عندما نتحدث عن القدس فإننا نتحدث عن رمزية وطنية وقومية ودينية تعلو ولا يعلو عليها فهي مهد الديانات ومسرى الرسول وتجمع الأنبياء، مضيفا "عندما نرى القدس نتذكر تاريخ الأمة العربية والإسلامية ". ولفت إلى أن كل محاولات إسرائيل للكشف عن أي أثر تاريخي لهم في القدس من خلال أعمال الحفريات والنقيب فشلت رغم الدعم الإمبريالي لهم.
وفي مستهل الجلسة الأولى قال مدير الندوة الباحث الدكتور سمير قطامي في كلمة له، لقد اثبتت معركة سيف القدس في شهر أيار من هذا العام وانتفاضة الشعب الفلسطيني في اراضي 1967 و1948 المواكب لها أن الشعب الفلسطيني لا يمكن هزيمته وهذا ما دفع بعدد من المؤرخين اليهود الموضوعيين إلى التنبؤ بأن دولة إسرائيل الحالية لن تبلغ المئة عام وان انهيارها وشيك.
وفي ورقته بعنوان " قراءة في تطورات المشهد المقدسي" لفت الباحث نواف الزرو، إلى أنه من ابرز نتائج وتداعيات الهبة- الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي انها أحيت القضية الفلسطينية واعادتها إلى قمة الاجندات السياسية والاعلامية والشعبية العربية والدولة.
وقال إن الصراع على القدس والمقدسات واضح تمام.. إنه صراع على الرواية والهوية والسيرة والمستقبل في ظل مواجهات ملاحقة من الهجمات الاحتلالية التهويدية التزيفية التي تهدف إلى تغيير معالم القدس التاريخية والحضارية والدينية والتراثية وغيرها.
والقى الدكتور قطامي ورقة المؤرخ الفلسطيني الدكتور جوني منصور، الذي تعذر حضوره والتي حملت عنوان "هبة القدس والاقصى نقطة تحول في مشهد الصراع مع المشروع الصهيوني"، قال" إن هبة أيار او هبة القدس والاقصى كما تعرف بلسان الشعب الفلسطيني لم تكن المرة الأولى التي تحصل فيها سلسلة من المواجهات بين المشروع الصهيوني ممثلا بإسرائيل واحتلالها لمناطق فلسطينية بل هي تأتي ضمن سلسلة من ردود الفعل الفلسطينية تجاه هذا المشروع واداته الاحتلالية.
ولفت إلى أن أزمة إسرائيل مع فلسطيني الداخل متمركز في بقائهم على أرضهم عام 1948 بعد ترحيل وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، وأن هذه الأزمة متلازمة ومترافقة لكل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.
وأكد تمسك فلسطيني عام 1948 في الداخل بفلسطينيتهم وتعميق روابطهم مع شعبهم الواقع تحت احتلال مباشر وغاشم وظالم، مبينا أن هذا التماس والتفاعل الفلسطيني بين الداخل في إسرائيل وبين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة هو تأكيد على أن تداعيات النكبة والنكسة موجودة وتفاعل وتحرك الفلسطينيين إلى العمل لمواجهتها.
وقالت الباحث والكاتبة الصحفية لميس اندوني في ورقة بعنوان "انتفاضة القدس ووسائل الاتصال الجماهيري الجديدة ودور الإعلام"، إن وسائل الاتصال الجماهيري تركت أثرها على الرأي العام العالمي فيما يتعلق بالنضال اليومي الفلسطيني.
وحول استخدام الفلسطينيين في الأراضي المحتلة لوسائل التواصل الجماهيري بينت انه تم تصوير كل مرحلة مواجهة صغيرة او كبيرة تجسد تحديا للجندي الاسرائيلي وشاهدها كل العالم ومثيل ذلك المواجهات التي حدثت في حي الشيخ جراح بحيث أن وسائل الإعلام الغربية لم تستطع تجاهلها خصوصا بما اتسمت به من بلاغة في قصص تلك المواجهات.
ولفتت إلى أن هذه الوسائل أظهرت مواهب لدى الفلسطينيين في تقديم قصصهم اليومية في ظل الاحتلال بصورة بليغة ومؤثرة بحيث أن كل وسائل الإعلام في العالم تأثرت بما قدمه ويقدمه المواطن الصحفي الفلسطيني من مادة مسلحة بالمعلومات والتفاصيل الدقيقة ما أحدث تغيرات لدى الرأي العام العالمي، وخصوصا الغربي فيما يتعلق بمن يروي القصة والتي كانت محصورة فقط بالرواية الإسرائيلية.
المصدر: وكالة الأنباء الأردنية