تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
«كمين غسان كنفاني» كتاب جديد للكاتب والباحث محمد فرحات تم توقيعه في اتحاد المرأة الأردنية

وقع الكاتب والباحث والأكاديمي محمد نعيم فرحات أول من أمس كتابه «كَمين غسان كنفاني: كيف تعقب النص تاريخه وأدركه»، الصادر ضمن منشورات (دار العائدون) للنشر والتوزيع-عمان، وذلك في اتحاد المرأة الأردنية في عمان، والكتاب دراسة نقدية معمقة في نصوص كنفاني القصصية والروائية.

شارك في الحفل الذي أداره مدير الدار الشاعر عمر شبانه، الناقد فخري صالح بورقة بعنوان «الكشف عن البنيات الذهنية للجماعة الفلسطينية»، الذي أشار إلى أنه منذ استشهاد كنفاني صدر عنه عشرات الكتب، وكتبت عنه مئات الدراسات، وآلاف المقالات. كما أن أعماله الروائية، والقصصية، والمسرحية، ودراساته الرائدة حول ثورة 1936 الفلسطينية، والأدب الفلسطيني في الأرض المحتلة، والأدب الصهيوني، ومقالاته النقدية والسياسية، وافتتاحياته للصحف والمجلات التي رأس تحريرها، تظل موضع دراسة وتفكُّر، يجد فيها الباحثون في الأدب الفلسطيني، والعربي كذلك، جوانب متجددة للدرس والقراءة، ويعثر فيها الباحثون في السياسة وعلم الاجتماع على مصادر أساسية تسعفهم في قراءة تطور الحركة الوطنية الفلسطينية، وفي فحص معنى الهوية الفلسطينية وتبلورها.

أما فيما يخص كتاب «كمين غسان كنفاني: كيف تعقَّب النص تاريخه وأدركه»، قال صالح إن فرحات يسعى من خلاله إلى قراءة الوعي الفلسطيني وإخفاقاته من خلال أعمال كنفاني الروائية والقصصية، طامحًا إلى العثور عمَّا يلقي ضوءًا ساطعًا على ماضي الجماعة الفلسطينية، وصعودها، وانكساراتها، وإخفاقاتها الراهنة، لافتا إلى أن فرحات المتخصص في علم الاجتماع يضع البحث في الشكل، والقراءة النصيَّة التي تكشف عن أدبيَّة عمل كنفاني، جانبًا، وينشغل بقراءة الوعي الفلسطيني، من خلال هذه الأعمال، في إطار ما يسميه «علم اجتماع الثقافة»، مستفيدًا من مروحة واسعة من الرؤى فهو يستخدم هذه المروحة النظرية والنقدية الواسعة لبناء نموذجه للوعي الفلسطيني المستلِّ من المدوَّنة الكنفانية، الروائية والقصصية، خاصَّةً، قارئًا هذا الوعي في لحظات انقطاعه، وانبثاقه، وصعوده، وإخفاقاته.

وأشار صالح إلى أن فرحات يكثر من الاستشهاد في كتابه بآراء المنظرين والنقاد الكثير حول علاقة النص بالواقع، وطريقة اشتغاله في سبيل بناء مادته النصيَّة، فإنه يستقر في النصف الأخير من كتابه على المنهج البنيوي التكويني، وعلى تنظيرات الناقد والمنظر الفرنسي (الروماني الأصل) لوسيان غولدمان (1913- 1970) حول مفهوم البنيات الذهنية، ورؤية العالم، والوعي المحدد للجماعات الثقافية، والوعي القائم والوعي الممكن؛ وهي مفاهيم تُمدُّ الباحث بالعدة النظرية التي تمكنه من التعامل مع نص كنفاني كأرضية ملائمة لفحص وعي الفلسطينيين في لحظات محددة من التاريخ، وكذلك الكشف عن أقصى درجات الوعي لديهم، كما تصورها أعمال غسان كنفاني القابلة للنمذَجَة، من وجهة نظر الباحث، والقبض على البنيات الذهنية المتحولة للجماعة الفلسطينية، من القبول بالموت، أو شروط المنفى، إلى اعتناق المقاومة والفعل.

وأضاف صالح أن عنوان الكتاب يبدو النموذج الذي يقدمه كنفاني للوعي الفلسطيني، في لحظة فارقة من تاريخه، بمثابة كمين للسياسة الفلسطينية بعد أوسلو، التي لم تسعَ إلى تثمير هذا النموذج، أو الاستفادة من قدرته الاستشرافية المدهشة.

محمد فرحات قال إن هذه الدراسة تنتمي، من الناحية النظرية والمنهجية عمومًا، إلى علم اجتماع الثقافة، وحقل العلاقة بين النص والتاريخ، إلا أنها بحثت بانفتاح وتطلع، عن كل امتداد ممكن من شأنه أن يمتنها ويعززها ويفتح أفقها في كلّ اتجاه مفيد. وبحكم العناصر الحاكمة لها موضوعيا، فقد تحركت الدراسة، وهي تقدم مساهمتها السوسيولوجية في مجال نصي وتاريخي مركب، وكان عليها أن تتعامل مع عناصر الصيرورة كلها: النص والفاعل والواقع والأثر، ودائمًا من خلال المقولة المركزية الناظمة لها: أبنية الوعي.

تناول الكتاب في المحور الأول من الدراسة: مقاربة لعلاقة النص بالعالم ومكونات هذه العلاقة وبعض خصوصيات السياق، فيما تناول المحور الثاني البنية الدالة لخطاب كنفاني ومندرجاتها المختلفة، لتنتهي عند استعراض الوعي الذي قدمه الخطاب لتاريخه.

 

 

المصدر: الدستور

23 نوفمبر, 2021 10:54:08 صباحا
0