أحمد أبو حليوة يقدم مسرحيته الموندرامية الجديدة "قهقهات المدينة"
من تأليفه وإخراجه وتمثيله قدّم المبدع أحمد أبو حليوة عمله المسرحي الموندرامي الجديد "قهقهات المدينة" على خشبة مسرح الملك عبد الله الثاني الثقافي في مدينة الزرقاء مساء يوم الأحد الماضي، والمسرحية عبارة عن قصة قصيرة منشورة في مجموعته القصصية الأولى سعير الشتات الصادرة بدعم من وزارة الثقافة الأردنية في العاصمة عمّان عام 2004.
خلال ساعة من الزمن شهد الحشد الكبير من الحضور معاناة عامل خمسيني منطوٍ على نفسه يعمل في مصنع كبوّاب لمدة ثلاثين عاماً، وكان غاية في الالتزام، وهو يعيش في ظروف مادية ومعيشية صعبة بسبب راتبه القليل وعائلته الكبيرة المكوّنة منه ومن زوجته ومن ست أبناء وبنات بالإضافة إلى والده ووالدته.
نجاح ابنه في الثانوية العامة يدخله في حالة غريبة من التفكير في ظل صعوبة تأمينه مصاريفه المدرسية فكيف بالجامعية، إضافة إلى اكتشافه أنّ وجوده وعدمه في العمل واحد، أو كما قال: "لا أذكر يوماً أنّني منعت أحداً من الدخول، ولم أمنع أحداً من الخروج أيضاً"، بل إن حزنه يتضاعف عندما تقوم ابنته الصغيرة بإلقاء اللعبة الجديدة رخيصة الثمن وعدم تقبلها وقولها له: "لا أريد لعبة ميتة"، وذلك رغبة منها في اقتناء لعبة ثمينة كلعبة صاحبتها التي ترقص وتغني وتتحرك، ممّا يدفعه لمخاطبة نفسه بحزن ويأس: "نقبل بالفقر ولكن لماذا كلّ هذا القهر؟!".
هذه الضغوط القديمة والحديثة تضغط عليه بقوة، وعندما يخرج صباحاً للعمل، يقرر عدم الذهاب إليه والغياب عنه، رغم أنه لم يفعل ذلك دون سبب طوال حياته، التي يأخذ بالتفكير ملياً بها، ويتخذ قراراً مفاده الذهاب إلى طبيب نفسي، إلّا أنّه يكتشف أنّه لم يستفد منه شيئاً، رغم المبلغ الكبير الذي دفعه له، والذي لم يكن معه غيره، مما يوتره أكثر ويجعله يدخل في حالة من الضحك على حاله، ساعياً للمحافظة على اتزانه أمام المارة، وهو يسير يجد حديقة عامة فيدخل إليها، ويجلس بجانب شاب ثم يبدأ بالضحك بشكل هستيري ليسرد له قصته، ومن بعد ذلك يودعه بعد أن يأخذ منه قلمه للذكرى ويعطيه ورقة للذكرى، هذه الورقة لا تكون سوى وصفة الطبيب، وذلك بعد أن يقول للشاب عبارة مهمة مفادها: "نحن لسنا بحاجة إلى طبيب يعالجنا أو حكيم ينصحنا، بقدر ما نحن بحاجة إلى إنسان يسمعنا ويتقبل منا كلّ شيء".
يغادر الرجل ذاك الشاب، الذي بدوره تنتقل إليه حالة القهقهة التي تنتشر تالياً في الحديقة، ومن ثم تعمّ أرجاء المدينة.
يذكر أنّ هذه المسرحية اعتمدت على تحويل النص القصصي إلى عرض مسرحي بشكل شبه مرتجل، إذ تم الاكتفاء ببروفة قبل العرض مباشرة، وهذا ما يطلق عليه أبو حليوة المَسْرَحَة القصصية، التي أجادها في أكثر من عمل مسرحي بهذه الطريقة من مثل: "أبو أحمد بلال.. قصة فلسطيني وحكاية شعب" و"المخيم" و"الشيخ والثلج"، هذا وقد أشرف على الصوت إبراهيم الجمزاوي بينما أشرف على الإضاءة مؤيد ماضي، وقام أحمد أبو حليوة نفسه باختيار الملابس والديكور، الذي امتاز بالبساطة والتعبير عن الجو العام للحدث
المصدر: الدستور