تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
السفير السعودي مئوية الدولة الأردنية قصة نضال خاضها الهاشميون كابرا عن كابر

استقبل اتحاد الكتاب والأدباء الاردنيين في مقره السفير السعودي في الاردن نايف بن بندر السديري، اليوم، وذلك في ندوة تحت عنوان "العلاقات السعودية الأردنية ومئوية الدولة الأردنية تاريخ من التعاون". 

وقال السديري إنه يطيب لي بداية أن أتقدم بالشكر الجزيل للزملاء في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين وشركائهم في وزارة الثقافة على مبادرتهم إقامة مثل هذه الندوة الهامة في موضوعها، ودلالتها، وعنوانها العريض : "العلاقات السعودية الأردنية ومئوية الدولة الأردنية – تاريخ من التعاون"، وما بذلوه من جهود لانجازها وانجاحها. 

وأضاف السديري بأن ذكرى مئوية تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وتطورها يعتبر قصة نضال وكفاح خاضها الهاشميون كابرا عن كابر بدءا من جلالة الملك المؤسس عبد الله الأول طيب الله ثراه وإلى الملك عبد الله الثاني أعزه الله وأدام ملكه، يساندهم الأردنيون الأوفياء لبناء نموذج وطني فريد كرّس ترابط الشعب الأردني والتفافه حول قيادته الحكيمة، فترسّخت قواعد البناء والإنجاز الذي تحقق خلال مسيرة مئة عام مضت. 

وقال السديري إن التجربة الأردنية في تأسيس الدولة، أثمرت وعبر كل هذا المسار عن دولة مدنية عصرية برؤى القيادة الحكيمة ووعي الشعب واستمرار الفعل الوطني الحقيقي، والمواطنة الصادقة، لتتضح هوية الدولة واستحقاقات التطور السياسي والاقتصادي وليكون الجميع على قدر عال من الوعي في مواجهة التحديات.

ولم تكن مسيرة البناء الوطني في البلاد خلال العقود الماضية سهلة، لأنها جاءت في ظروف محلية وإقليمية دقيقة، ولكن بالعزيمة والتحدي والإصرار استطاع الأردن بقيادته الرشيدة أن يتجاوز تلك التحديات ويحولها لفرص، إذ تحققت الانجازات على نحو من البناء التراكمي الذي نشهده اليوم من استقرار وإزدهار في الدولة الأردنية الراسخة التي تواكب الحداثة والتطور.

واكد السفير السعودي أن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين منذ تسلمه سلطاته الدستورية عام 1999 تابع نهج ورسالة الهاشميين، واستطاع جلالته أن يقدّم صورة الدولة الأردنية الحديثة، القادرة على تحقيق الانجاز مهمّا كانت التحديات والصعاب.

ويستمر طموح جلالة الملك عبد الله الثاني وطموح شعبه الأردني الوفي في المئوية الثانية أكبر وأعمق لتحقيق المزيد من إنجازات رؤية الملك الإنسانية والتنموية والسياسية والعربية للأردن وشعبه ولقضايا الأمة العربية.

ويشهد الجميع ان الأردن تمكن مؤسسوه من تشييد بنيانه على قاعدة مقتدرة صلبة، قادر على التجديد وإعادة الانتاج ومواكبة متغيرات العصر والتكيف الإيجابي معها، لتستمر مسيرة هذا الوطن في عهد الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين في الازدهار والمنعة والتحديث والاصلاح والنمو والاعتماد على الذات.

وقال السديري يعلم الجميع أن العلاقات بين المملكتين والأسرتين المالكتين والشعبين الشقيقين متجذرة، وأصيلة، منذ عهد مؤسسي البلدين جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وشقيقه جلالة الملك عبدالله الأول – رحمهما الله وطيب ثراهما وجزاهما عن بلديهما وشعبيهما والأمتين العربية والإسلامية خير الجزاء- وحتى عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – يحفظهما الله-.

فهي علاقة مميزة جمعت بين مملكتين توأمتين، متجاورتين، يحملان ذات الهوية، والجذور، والتاريخ، والقيم، تماماً كما يحملان لواء الوسطية والاعتدال في نهجيهما، وسياستيهما الحكيمة، ومصالحهما العليا والواحدة، إذ كل بلد يرى في الآخر عمقه الاستراتيجي، فهي بالتالي علاقة قائمة على قاعدة صلبة، قوامها وحدة الموقف، ووحدة المصير، والهوية المشتركة، والأمن الوطني المشترك.. إذ أمن المملكة الأردنية الهاشمية من أمن المملكة العربية السعودية، والعكس صحيح أيضاً، ذلك عدا عن الروابط الحيوية والاستراتيجية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، في الملفات كافة، سواء أكانت على المستويات الاقتصادية أو الاجتماعية والروابط الأسرية والدم والقربى، أو حتى ملفات الصحة والتنمية والزراعة وسوق العمل وغيرها. 

في الحديث عن نمط العلاقات بين المملكتين قال السديري إننا نجد بأنها علاقات وديِّة وأخوية أخذت طابعا دبلوماسيا مَرمُوقا وامتازت بعراقتها المتجذِّرة التي تتعدى جميع مفاهيم وأبعاد المصالح والمحدِّدات، أساسها المصداقية والوضوح في التعامل.

وانطلاقاً من هذا الواقع الحقيقي الملموس، فإن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية، مبنية على الثِّقة والتعاون المشترك في الميادين كافة: الاقتصادية، والسياسية، والاستثمارية، والثقافية.

ويقول السديري لا يخالجنِّي الشكُ أبداً حول طبيعة هذه العلاقات التاريخية المتبادلة بين الدّولتين الشقيقتين، وبين شعبيهما العريقين والأصيلين.

ومن هنا تقديراً، جاءت أهمية معرفة طبيعة هذه العلاقات التي تعدَّت في روابطها انموذجا لكافة العلاقات الدَّولية، والتي أرسى قواعدها مؤسسا الدولتين على مر الزمان ومنذ التأسيس وسار على نهجهما مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخوه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين.

ولاشك بأن العلاقات التي تربط الشعبين الشقيقين السعودي والأردني تؤكد على أن التواصل الثقافي بين الشعوب والدبلوماسية الشعبية، والثقافية، من خلال الفعاليات الثقافية والاجتماعية المختلفة، هي الطريق الامثل لإيجاد مزيد من أواصر المحبة والسلام، وتقوم ايضا بدور هام ومؤثر في بناء الشعوب وتلاحمها وفي حياة الامم وفي ترسيخ القيم الاخلاقية والانسانية والفنية والجمالية بين الشعوب المختلفة، فما بالنا بالشعبين الشقيقين السعودي والأردني، الذين هما في الواقع متطابقان في كل شيء.

وكما لا يخفاكم؛ ففي السعودية، أصبح الحراك الثقافي يحتل موقعا ثقافيا متقدما بين دول العالم، وذلك للنقلة النوعية التي يعشيها المشهد الثقافي المحلي، ما يمثّل أحد أهم مظاهر التحول التنموي والحضاري الكبير الذي تشهده المملكة منذ إطلاق رؤيتها الطموحة 2030، بقيادة مولا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – يحفظهما الله- اللذين يوليان الشأن الثقافي جل العناية والرعاية والاهتمام، والدعم والتشجيع.

واضاف السديري انه ولا شك بأن المملكة العربية السعودية تعيش حاليا أزهى عصور الاهتمام بالعلم والثقافة والفن والأدب وكل ما يتصل بهذه المجالات، التي سلطت المملكة عليها الضوء باعتبارها ممر العبور الآمن لحقبة أكثر تطورا ونضجا في حياة الأمم، وعلى مدار عقود، حرصت المملكة على تعزيز مكانة قوتها الناعمة من علوم وفنون وثقافة؛ إيمانا منها بأهمية هذه المجالات في تدشين حاضر مزدهر ومستقبل مشرق، بجانب قدرتها على استقطاب المبدعين وإفشاء الحوار والتواصل بين الأديان والثقافات والأمم.

وثمن السديري جهود اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين وقال وانا بحضور هذه النخبة الرائعة من الكتاب والأدباء، أود ان أشيد بدور الاتحاد وما يقوم به من عمل ناشط في المشهد الثقافي الأردني، مثمناً الدور التنويري والتثقيفي الإنساني الذي يبذله اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين في خدمة العلم والمعرفة والآدب وتنشيط الحركة الثقافية والنهوض بها، واعطاء انطباعات مهمة حول ما يجري داخل الحياة الثقافية الأردنية خصوصا والعربية عموما، لأن الثقافة هي ذاكرة الأوطان تتناقلها الأجيال جيل بعد جيل.

بدوره رحب رئيس اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين محمود رحال بالسفير السعودي نايف بن بندر السديري وقال نرحب بصاحب الكلمة المتزنة والهمة الملتزمة وصاحب الايادي البيضاء في مد جسور الاخاء بين الاردن والسعودية. 

وأضاف رحال إننا حين نتحدث عن السعودية نسعر العز والفخر فهي الحضن الدافىء للأمتين العربية والإسلامية بما تقدمه من دعم وتاييد للقضايا المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية بما تملكه من ثقل سياسي كبير على المستوي العالمي. 

وأشار رحال أننا نستذكر وقفات السفير السديري الأدبية بوصفه كاتبا لديه رسالة اثرت العديد من المؤتمرات الفكرية وبوصفه دبلوماسيا حاذقا تولي العديد من المناصب السياسية القيادية داخل السعودية وخارها. 

وتحدث نائب رئيس الاتحاد الدكتور بكر خازر المجالي الذي ادار الندوة مستعرضا تاريخ هذه العلاقة المتميزة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. 

وكرم رئيس اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين محمود رحال السفير السعودي بدرع تكريمي وكذلك عضوية شرف في الاتحاد وثمن السفير السعودي هذا التكريم وحفاوة الاستقبال التي حظي بها في اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين

واشاد عدد من اعضاء اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين بزيارة السفير السعودي نايف بن بندر السديري للاتحاد وتقديم هذه الندوة عن العلاقات المتينة والراسخة بين الاردن والسعودية والتي تتعزز بفضل حكمة القيادتين في كلا البلدين الشقيقين وكذلك الترابط المتميز بين الشعب الاردني والسعودي.

 

 

 

المصدر: الدستور

20 ديسمبر, 2021 10:28:22 صباحا
0