تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
المركز الثقافي الملكي نقاد يعاينون ظواهر فنية في الشعر الأردني المعاصر

برعاية الدكتور صبري ربيحات انطلق يوم الأحد الماضي، المؤتمر النقدي الأول، والذي جاء بتنظيم من بيت الشعر بالمفرق وبالتعاون مع المركز الثقافي الملكي، لتسليط الضوء على ابرز الظواهر الفنية الشعرية والمضامين الفكرية في الشعر الأردني المعاصر، وتزامنا مع الاختفاء باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 من كانون الأول من كل عام، وقد تم تأجيل اليوم الثاني من المؤتمر إلى يوم الاثنين المقبل بسبب الأحوال الجوية السائدة.

 

وقال الدكتور صبري ربيحات، إن للشعر أهمية بالغة في خدمة الأدب على المستوى العربي، وأشار إلى أن هذا المؤتمر يمتاز بنخبة وقامات كبيرة من المتخصصين بالشعر من المشاركين بهذا الملتقى، وهم نقاد أكاديميين أردنيين على مستوى رفيع في هذا المجال من صنوف الأدب.

 

وتحدث فيصل السرحان مدير ثقافة المفرق/ بيت الشعر، حول أهمية مشروع الشارقة الثقافي ومبادرة بيوت الشعر التي تم افتتاحها في الوطن العربي، هذه المبادرة وغيرها من المبادرات التي تعنى بالشأن الثقافي والإبداعي تعد من أهم المنجزات على الصعيد العربي والتي أطلقها الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى، رعاية للأدب ومثقفيه ومبدعيه.

 

الجلسة الأولى أدارها الدكتور سالم الدهام، واستعاد خلالها الدكتور إبراهيم خليل نموذج الشاعر الأردني تيسير سبول الذي رحل عن 34 عاماً، وحظي باهتمام نقدي كبير كونه أحد روّاد الشعر الحديث، حيث برزت في قصيدته العديد من الظواهر الأسلوبية نتاج استخدامه غير العادي للكلمات، التي تأرجحت بين مستويات دلالية متعدّدة، موضحاً أن طريق الشعر إلى قلب القارئ ووجدانه طريق ملتوية تستهدف الإحساس وليس المعنى، وبذلك يكون الشعر مثل الغناء والموسيقى والفن.

 

من جهته، قال الدكتور بسام قطوس في ورقته «أسلوبية بناء الجملة في الشعر الأردني»، إنه ليس ثمة خصوصية أسلوبية للشعر الأردني تميّزه عن الشعرية العربية، وإن تفرّد بعض الشعراء أصحاب المشاريع الشعرية بأسلوبهم، لكنهم ينهلون من لغة البلاغة المتداولة أو ينزاحون إلى جانب البلاغة الحديثة والاستعارة الموسّعة بما توجبه من ابتكارات تميز الشعر والنثر، كما كتب الشاعر الأردني حيدر محمود في توثيق علاقته بمدينته عمان، قصائد تنتمي إلى بنية لا تعقيد فيها ورموزها من النوع التي غدت علامات تأويلية تؤشر على الشعر مثل المواويل والزعتر الجبلي، وجعلها من ممتلكاته الشعرية تعويضاً عمّا لم يكتب باسمه من أملاك.

 

أما الدكتور محمود الديكي فأشار في ورقته «أسلوبية تشكيل الأبنية السردية في الشعر الأردني المعاصر» إلى الملامح السردية في قصيدة الشاعر الأردني الراحل حبيب الزيودي، ونزع إلى الاستهلال السردي في بعضها، حيث يبرز عنصري المكان والزمان لخلق علاقة بين النص والمتلقي، وكذلك استخدم الحكاية التي تقوم في سردها على الماضي، ولجأ إلى الشخصية كعنصر سردي لرصد سلوك الناس وتفاصيل الحياة اليومية والوقوف على معاناة الإنسان المعاصر، ومن بين الشخصيات الأردنية التي استحضرها الزيودي: حمدان الهواري وحابس المجالي ووصفي التل وسعود قبيلات.

 

 

 

 

المصدر: الدستور

21 ديسمبر, 2021 11:20:20 صباحا
0