مها حسن تكشف العوالم الداخلية للمرأة فى "الراويات"
صدرت رواية الراويات للكاتبة السورية مها حسن عام 2014 واستطاعت التأهل إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية لعام 2015، تنقسم رواية الراويات لثلاث حكايات لكل منها بطلتها المسكونة بالحكى والسرد فيها أشبه بمونولوج داخلي للبطلة وهي تعيش ما يشبه الحياتين، حياتها بوصفها إنسانة تكتب رواية لتعمل بذلك على الإيهام بالحقيقي والواقعي، وحياة الكتابة التي يتداخل فيها الواقعي والمتخيل، وبمجرد أن تغمض عينيها، تعيش مع أبطال وشخصيات حكاياتها لتقوم بتسجيل ما يروونها لها، لتقدم لنا في النهاية حكاياتها، وبها تقول البطلة في النهاية، وبعد أن تخرج هذه الحكايات من عوالم الداخل الغامضة إلينا: "عبر الكتابة، تحررتْ أعماقي، وخرجت إلى الضوء".
الحكاية الأولى في الرواية هى حكاية "أبدون" المأخوذ اسمها من رواية لساباتو التي تجد فرصتها فجأة لكي تكتب الرواية، وتخلق عالمها الخاص، وتجد أخيرًا الفرصة لإحياء شخصياتها الروائية التي طالما عاشت معهم وتخيلت تفاصيل حياتهم، لتفاجأ بأن الذي طلب منها أن تكتب الرواية، وأسمته ساباتو، ينشر هذه الرواية باسمه ويحقق من خلالها مجدًا وشهرة استثنائية لم يكن يحلم بهما.
الحكاية الثانية "حور العين" عن راوية بسيطة تحتفي بالحكاية وتكتبها وتحتفظ بها لنفسها حتى يأتي ذلك الروائي المزيف ليجد الحكاية الأصلية عند تلك المرأة البسيطة، وفى الحكاية الثالثة تنتقل البطلة "أليس" إلى "القاهرة" لتجلس في وسط البلد وتحكي مشاهد من الثورة المصرية.
وتعتبر مها حسن من أشهر الكاتبات السوريات وهى روائية وقاصة سورية كردية من مواليد عام 1966 وقد حصلت على ليسانس الحقوق من جامعة حلب وأصدرت أربع روايات: "اللامتناهي - سيرة الآخر" عام 1995، و"لوحة الغلاف - جدران الخيبة أعلى" عام 2002، "تراتيل العدم" عام 2009، و"حبل سري" عام 2011 التي وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2011.
المصدر : اليوم السابع