أمسية لنادي شعراء الطبيعة «هايكو الأردن» في ديوان الهريس الثقافي
استضاف الهريس الثقافي، كوكبة من (نادي شعراء الطبيعة «هايكو الأردن»)، في أمسية شعرية ونقدية، أقيمت مساء يوم الخميس الماضي، في مقر الديوان في منطقة الهاشمي الشمالي في عمان.
وفي مستهل الأمسية قدمت الدكتورة فاتن أنور، رئيسة نادي شعراء الطبيعة «هايكو الأردن»، مقدمة عن طبيعة قصيدة الهايكو وخصائصها الفنية، ونبذة عن النادي وأهدافه، ومما قالت: «لا يوجد وجهتي نظر في الهايكو، إما أن تكون قصيدة هايكو أو لا تكون.
هذه القصيدة لها خصائص مختلفة عما ألفناه من جنوح الخيال، والإمعان في الذاتيّة، وتفوّق البلاغة. هي قصيدة (تقتصد في المجاز) كما يقول الشاعر سامح درويش. تتجرّد من الأنا وتتماهى مع الكون. هي تفتح الوعي لما يحدث حولنا بعين المتبصّر المتجرّد من قيود الماضي، وأحلام مستقبل لم يأت بعد؛ ليعيش اللحظة الآنية بما فيها بكل حواسه.هي الفهم العميق والواضح لما يحدث دون التّدخل في مجريات الحدث حسب الأهواء. لا تحتاج إلى الكثير من المفردات لتشير إلى جوهر الخلق الذي أبدعه الخالق».
وأضافت الدكتورة فاتن أنور، في الأمسية التي أدارت مفرداتها الأديبة شيرين العشي: «إنّ لكلّ بيئة ولغة ما يميّزها واللغة العربيّة لغة الفصاحة والحداثة. معين لا ينضب لكلّ الآداب والفنون، وهي ستضيف لهذه القصيدة خصوصيّة جمال اللفظ وقالب المعنى وموسيقى الشّعر. هذه اللغة تستطيع الاختزال بحرف واحد فكيف تضيق عن قصيدة قصيرة؟ اللغة العربية هي الأقدر على نقل المشهد والإحساس العميق وهذا لا يتنافى وخصوصيّة الهايكو. إن تنوّع البيئة العربيّة مابين صحراء، وبحار، وجبال وأنهر ومحيطات. يضفي على القصيدة جمالاً طبيعيا لا يضاهى».
تاليا قرأت رئيسة النادي مجموعة من قصائدها في فن الهايكو، ومنها:
«الفَجر.. تقريباً!/ بين العوسَج/ ياسمينة».
«آخر الليل/ منذ افترقنا/ لم يتوقف المطر».
تاليا قرأ الشاعر توفيق أبو خميس مجموعة من قصائده في «الهايكو»، ومنها:
«سِيقَانٌ عَارِيَّة/ الْجَزِيرَةُ الْوُسْطَى غَارِقَة/ بِـزَخَّةِ مَطَر!».
«دَارُ الْمُسِنّيْن/ عَاجِزَةٌ عَنْ الْمَشْيِ/ شَجَرَة بِـسَاقيْن!».
«رقص أم عراك/ فوق الزهرة/ دوران الفاشات؟»
«حنيننا إلى الجور/ تنكص على عقبها/ زهرة متدلية».
تاليا شارك في الأمسية الشاعر حسن أبو قطيش، الذي قرأ مجموعة من قصائد الهايكو لكوكبة من أعضاء النادي، منها:
«بعد القطاف/ تمتلئ شجرة الزيتون/ بقطرات المطر!».
«حفنة قمح/ نقرة نقرة/ يداعبني الحَمَامُ!». لعصام الحاج عزمي وزوز.
«فضاء../ لا يغادر النافذة/ طفل حالم».
«مع الفجر/ اشتري الكعك وأفتته../ لأجل النوارس». لمنى طه.
»ماكينة قديمة/ خالية من الدبابيس/ قماشة العنكبوت».
«الشلال صباحا/ منحوتة كريستالية/ وضجيج متجمد». لمنتهى السوداني.
»مرايا/ تجمع الضوء/ سنابل القمح!».
«السوسنة السوداء/ مخملية/ ستارة الليل!». لميسر أبو غزة.
»شرفة المنزل/ فقط مسافة مترين/ وأقطف البرتقالة!». لأكثم جهاد.
«أجنحة/ كل هذه الأشجار/ تمنعني من الرحيل!»، لباسمة العوام.
«بيت عنكبوت/ إلى مومياء تستحيل/ فراشة عالقة!»، لخذاري عيسى.
«بِخَفقَةٍ/ يُهَدهِدُ الغُصنَ/ العشُّ فَارِغٌ»، للبنى الشاط.
«صبارة الحقل/ فزاعة/ تحرس الفزاعة!»، لإدريس عميري ابو نور.
«صرير الباب/ لا جدوى من سماع/ أغنية قديمة». لحنظلة حيدار.
«موسم سقوط الفراشات/ قنديل وئيد/ ومطر»، لهالة الشعار.
«قمة الجبل/ قبة الضريح تستقبل/ أول أشعة الشمس!»، لخديجة خديجة.
«في آخر محاولة له/ تلاحمت حروف اسمه/ طفل معاق»، لهاني حواشين.
ومن ثم قرأ الشاعر حسن أبو قطيش مجموعة من قصائده، منها:
شاطئِ المحيطِ/ تغازلينَ النوارسَ/ أحسُّ بكِ أيَّتُها الشمسُ
«بهاء.../ فوق رياض الأرض/ مرورك أنت!».
«جميلةٌ هيَ/ الزهورُ الفوّاحةُ بالشذا/ حديقةُ بيتي».
«حتَّى في الظَّلامِ/ لا يغادرُ الأحمرُ شفتيْها../ وردةُ الجوريِّ!».
تهبُّ بقايا عِطرِها/ قبلَ الذبولِ../ باقةُ الياسمينِ!».
الأديب الناقد فوزي الخطبا كان شارك في الأمسية بمداخلة نقدية قال فيها: «تطورت القصيدة العربية منذ العصور القديمة لقد خرج الشعراء على القصيدة الطللية في العصر العباسي الثاني ثم الموشحات الأندلسية ومروراً بالشعر المرسل والشعر الحر أو التفعيلة ويرجع الفضل إلى ثراء وغناء اللغة العربية ببلاغتها الباذخة ولغتها العميقة وصورها الأخاذة إلى قصيدة «الهايكو» التي أخذت حضورها الأبهى في المشهد الثقافي العربي بما يكمن فيها من سمات الاختزال والعمق والبساطة والدهشة والمفارقة والرؤية بالعين. فقصيدة الهايكو تختزل في ثلاث اسطر وبأقل الكلمات. لقد أغنى نادي شعراء الطبيعة هايكو الأردن المشهد الثقافي الأردني بالنظرية والتطبيق بما يقوم به من نشاطات وفعاليات في المنتديات والروابط الثقافية»..
المصدر: الدستور