إصدارات.. نظرة أولى
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات التاريخية والفكرية وأدب المراسلات والفنون والرواية والمسرح والتحليل النفسي.
■ ■ ■
الصورة
"فنانون سود في أميركا: من الكساد الكبير إلى الحقوق المدنية" عنوان الكتاب الذي يصدر نهاية الشهر الجاري للباحثة في الفن الأفريقي، إيرنستين لوفيل جينكينز، عن "منشورات جامعة ييل". يستعرض العمل الأساليب المتنوّعة التي استجاب بها الفنانون الأميركيون السود للمناخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي في الولايات المتحدة منذ الكساد الكبير عام 1929 وصولاً إلى حركة الحقوق المدنية في الستينيات، عبر دراسة أعمال فنانين مثل جاكوب لورانس، وأوغستا سافاج، وتشارلز وايت، وإليزابيث كاتليت، ونورمان لويس، ووالتر أوغسطس سيمون.
الصورة
بتحقيق يوسف السناري، يصدر قريباً، ضمن "السلسلة الثقافية" في "معهد المخطوطات العربية"، كتاب "ثلاث رسائل متبادلة بين محمود شاكر وناصر الدين الأسد". كُتبت هذه الرسائل خلال فترة عمل الناقد الأردني (1922 - 2015) مدرّساً في "جامعة بنغازي" عام 1959، وهي السنة ذاتها الذي اعتُقل فيها المحقّق المصري (1909 - 1997) بتهمة انتمائه إلى تنظيمات معادية للحكم الناصري. جمعت الرجلين مسائل عديدة أهمّها انحياز شاكر للأسد في أطروحة الدكتوراه في الردّ على كتاب "في الشعر الجاهلي" لطه حسين، حيث كتب الأسد أطروحته في بيت شاكر.
الصورة
عن "منشورات بلومزبيري"، يصدر الشهر المقبل كتاب "هذا الملف المميت: تاريخ الموت" للمفكّر أندرو دويغ. يناقش الكتاب تغيّر أسباب الوفاة عبر الزمن؛ حيث انتقلت البشرية من عالَم كان من المرجّح أن يصيب فيه المرض أيّ شخص في أيّ سن، وأن تقضي المجاعة مثلاً على الملايين، إلى عالم يشكّل الغذاء الزائد فيه مشكلة في العديد من البلدان، مبيّناً لماذا تغيّرت أسباب موتنا، وكيف كان الناس يموتون بشكل رئيسي قبل قرن من الأمراض المعدية، بينما تُعدّ أمراض القلب والسكتة القلبية الأسباب الرئيسية للوفاة في الدول الصناعية.
الصورة
عن "دار خطوط وظلال" تصدر هذه الأيّام النسخة العربية من كتاب "تاريخ العرب" للمؤرّخ الإسباني رودريغو خيمينيز دي رادا، بترجمة أيمن التميمي. يُعدّ العمل من الكتب التي وضعها مؤلّفون أوروبيّون خلال العصور الوسطى عن العرب وتاريخهم؛ حيث يضيء على الفترة من عهد النبيّ محمّد وحتى انهيار الخلافة الأموية في الأندلس في عام 1031 ميلادية وقيام ممالك الطوائف فيها ودولة المرابطين في المغرب الإسلامي. يستمدّ الكتاب أهمّيته، بحسب المترجم، من كونه أوّل دراسة غربية مفصّلة لا تزال موجودةً إلى اليوم حول تاريخ العرب.
الصورة
بتوقيع أنوار يوسف، تصدر هذه الأيام عن "دار الرافدين" رواية "بورتريه سيّدة" للكاتب البريطاني من أصل أميركي هنري جيمس (1843 - 1916). صدر العمل، الذي يعتبره النقّاد أفضل أعمال جيمس الروائية، ضمن حلقات في صحيفة "أتلانتيك" ومجلّة "ماكميلان" بدايةً من سنة 1880، قبل أن يصدر في كتاب عام 1881، ويُحوَّل إلى فيلم سينمائي من إخراج جين كامبيون عام 1996. تَطرح الرواية قضايا الحرية الشخصية والمسؤولية والخيانة من خلال قصّة شابّة فقيرة وذكيّة تُدعى إيزابيل آرثر ترث ثروة طائلة، ما يجعل منها هدفاً لصائدي الثروات.
الصورة
عن "دار الكرمة"، صدر حديثاً كتابٌ للباحث المصري أحمد زكريا الشِّلق بعنوان "من النهضة إلى الاستنارة: في تاريخ الفكر المصري الحديث". يعود العمل إلى جذور الفكر الحديث في مصر؛ من خلال الإضاءة على عدد من المفكّرين الذين أسهموا بكتاباتهم في فكر النهضة والحداثة والتنوير في مصر بين بداية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وربط إسهاماتهم بالسياقات الاجتماعية والسياسية والثقافية؛ بدايةً بحسن العطّار، مروراً برفاعة الطهطاوي، وحسين المرصفي ومحمد عبده وقاسم أمين وأحمد لطفي السيد، ووصولاً إلى أحمد فتحي زغلول.
الصورة
"استراحة بين الكتب: كلّ هذا الحضور، كلّ هذا الغياب" عنوان كتاب صدر حديثاً للكاتب المصري إبراهيم عبد المجيد (1946) عن "منشورات إبييدي". يضمّ العمل مجموعة من المقالات التي كتبها عبد المجيد (في الصحافة، أو تنشر لأوّل مرة) حول كتب قرأها أو تعرّض فيها إلى قضايا الكتابة والحياة الثقافية بشكل أوسع. من مؤلّفات الكاتب المصري الأخرى: "ليلة العشق والدم"، و"البلدة الأخرى"، و"لا أحد ينام في الإسكندرية"، و"الإسكندرية في غيمة"، و"الشجر والعصافير"، و"إغلاق النوافذ"، و"فضاءات"، و"سفن قديمة"، و"الهروب من الذاكرة".
الصورة
"سيرة الأجواق المسرحية العربية في القرن التاسع عشر" عنوان كتاب صدر مؤخّراً عن "منشورات المتوسط" وهو عبارة عن تحقيق أنجزه تيسير خلف لمذكّرات الممثّلين عمر وصفي ومريم سماط، اللذين عاصرا بدايات ظُهُور الفرق المسرحية المُحترفة في مصر، خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر، وقد جمع بينهما العمل ضمن "جَوْق أبي خليل القبّاني" بين عامي 1894 و1901. وهنا تكمن أهمّية إضاءة مذكّراتهما في الثقافة العربية، فالمادّة التي يعتمدها المؤرّخون عادة لتناول بدايات المسرح العربي هي الصحافة أو النصوص المسرحية.
الصورة
عن "دار المدى"، صدر عمل شعري جديد للشاعر السوري سليم بركات بعنوان "تنديدٌ روحانيّ". العملُ قصيدة مطوّلة مؤلفة، نقرأ منها: "فقْرٌ بمناظِرَ خلاَّبةٍ/ وجراحٌ كأغاني الأعراسِ/ وانهيارٌ في طقْسٍ منعشٍ اعتدالاً/ وهزائمُ على ضفافِ الأنهُرِ العذبةِ المياهِ المزدهيةِ بزهرٍ نابتٍ في غيرِ موعدِ الزَّهرِ مع اللون/ قتلٌ عن طيْبِ خاطرٍ بعد الوجبةِ الدَّسمةِ/ أمهِلونا، أيها العارفون: صعبٌ يبدأُ صعْباً/ وصِعابٌ تبدأ كالمصافحاتِ تهانيَ بالحصولِ على مزرعةٍ/ أمهِلونا، أيها الموشكونَ على عتابٍ بعد سلْخِ الجلود: لَسْنا بعْدُ في الأقلِّ/ أو في الأكثرِ/ لسنا في الذي بينهما، وخياراتُنا قِلَّةٌ".
الصورة
"صِناعةُ عبوديّاتنا" هو عنوان كتاب الباحث والمحلّل النفسي الفرنسي لوران غوري، وقد صدر حديثاً عن دار "لي ليان كي ليبار" في باريس. يقدّم غوري تشريحاً للوسائل المعاصرة التي تستخدمها السُّلطة من أجل التمكّن من الناس وتوجيه تصرّفاتهم وآرائهم وأهوائهم، ويذكر في هذا السياق دور المعلومات، التي يجري نشرُها اليوم على نحوٍ لم يسبق أن عرفتْه البشريّة. كما يُحيل إلى دور الإيديولوجية العِلمية، وكذلك مفاهيم السّعادة والكفاءة. ويقترح المؤلّف عدداً من الوسائل لمقاومة هذه العبودية، مثل الفنون والتفكير بمستقبل يوتوبي.
الصورة
عن "دار المأمون للترجمة والنشر" في بغداد، صدرت حديثاً النسخة العربية من كتاب "صِقلّية المُسلِمَة" للباحث الإيطالي أليساندرو فانولي، بترجمة بهاء نجم محمود. يتناول الكتاب تاريخ الحضور العربي الإسلامي في الجزيرة الإيطالية، الأكبر في البحر المتوسّط، بين القرنين التاسع والحادي عشر للميلاد. يسعى فانولي إلى توضيح العوامل التي قادت إلى وصول الحُكم الإسلامي إلى الجزيرة، مثل طبيعتها الجغرافية، كما يشير إلى تبِعات هذا الحضور، ذي الأثر "الذي لا يزول"، على مستويات التاريخ والعمارة والثقافة وعلم الآثار.
الصورة
تصدر لدى منشورات "غاليمار" الفرنسية، هذه الأيام، نسخة جيب من كتاب "عيش التضاريس"، للمفكّر الفرنسي، المختصّ بالحضارة والفكر الصينيين، فرنسوا جوليان. كعادته، يتناول جوليان ثيماتٍ انطلاقاً من رغبةٍ في إخراجها من مركزيّتها الغربية، وذلك عبر تعريضها إلى "تغريبٍ" من خلال تمريرها في الفكر الصيني. هكذا، يُشير المؤلّف إلى أنّ التضريس ليس بالضرورة مساحةً طبيعية متاحةً للناظر، كما نُظر إليه في الفكر الغربي الكلاسيكي، بل هو علاقة بين المرتفع والمنفخِض، بين الثابت والمتحرّك، بين ما له شكلٌ وما هو بلا شكل.
المصدر: الشرق الأوسط