النقاد تحتفي بمنجز الناقد العربي دراج
كرمت جمعية النقاد الأردنيين الناقد العربي الدكتور فيصل دراج، في ندوة أقيمت مساء أمس في مكتبة الأرشيف بعمان، بمناسبة صدور كتاب "حارس الحكايات" الذي يتناول شهادات ودراسات ومراجعات لسيرته الأدبية، قدمها الدكتور عيسى برهومة والباحث عامر أبو محارب.
وأشار الباحث الدكتور يوسف ربابعة في قراءته النقدية للكتاب، التي استعرض فيها أطروحاته ومراميه، إلى أن الكتاب يضم "أربعة أقسام: قسم لكتابات المكرَّم فيصل دراج، وقسم لشهادات بحقه، وقسم لدراسات نقدية على نقده، وقسم لدراسات مهداة له".
وبين أن دراج عرف أن المكان فضاء متسع يتشكل في الفكر والوجدان، وأن الهوية تتشكل في مستقبل مفتوح على كل الاحتمالات حين نعيها وجوداً وزمناً.
وجال ربابعة على أقسام الكتاب، الذي يتضمن مجموعة من الشهادات بحق دراج، قدمها باحثون ومفكرون وأدباء، مشيرا الى أن "في هذه الشهادات اتفاقاً وإجماعاً على مجموعة من الميزات عن فيصل دراج، رغم اختلاف كاتبيها، وبالتأكيد لم يكن بينهم اتفاق على ما شهدوا به".
وأضاف، "من أهم هذه النقاط: أن فيصل دراج يمثل ظاهرة الناقد الذي يستولد من النص معاييره الجمالية بدون الخضوع للسائد من النظريات والمعايير المنمطة"، مشيرا الى أن مفهوم الحرية عند دراج هو انبثاق الذات في فضاء واسع، والتحرر من سطوة المفاهيم والمقولات الجامدة.
وأشار الى أن دراج "يملك روحاً نقدية شكاكة غير مستقرة وباحثة عن مصادر معرفية متجددة لقراءة النصوص والواقع. وهو باحث يدور في دائرة لا في خط مستقيم، فلا يستقر على منهجية واحدة، بل يبحث عن مقترحات جديدة للقراءة العالمة، وتفحص حقول الإبداع المتعددة في العالم العربي".
فيما قدم عراب كتاب "حارس الذكريات" الباحث الدكتور عيسى برهومة مداخلة، أشار فيها إلى الجهد المبذول الذي شارك فيه الباحث عامر أبو محارب، في التواصل مع قامات فكرية وأدبية عربية، من أجل تكريم قامة فكرية عربية بقيمة فيصل دراج.
وأضاف، "من أجل تحقيق هذه الغاية، جاء الكتاب في فصول ثلاثة، تسبقها مقدمة ومفتتح وتتلوها خاتمة وببللوغرافيا، حيث جاء في المفتتح شذرات من سيرة فيصل دراج، ومن ثم الشهادات المعرفية، وهي شهادات ومراجعات علمية كتبها أصدقاء دراج ورفاق دروبه الطويلة في المعرفة والنقد الروائي.
وفي كلمة مقتضبة، قدم الناقد العربي فيصل دراج شكره للجهد المبذول في كتاب "حارس الحكايات"، مؤشراً إلى نبل سلوك الكتاب والأدباء في الاحتفاء بمنجزه، مشيرا الى أنه "قد يكون في الكتاب معارف متنوعة، لكن في سلوك الكتاب الأخلاقيين معرفة أكثر صدقاً ودفئاً".
وكانت الدكتورة أماني سليمان قدمت للندوة التكريمية بالقول: "كتاب "حارس الذكريات" هو شكل من أشكال الاعتراف ورد الحق لمستحقه، والمستحق هنا هو مثقف تنويري آمن بالكتابة بوصفها سبيلاً لمناهضة نوافذ الجهل والرجعية والتخلف، بعيداً عن اشتراطات الأكاديمية والحقل الجامعي، فقد ارتكن دراج واعتمد على نشاطه الذاتي الدؤوب، ليضيء اهتماماته وانشغالاته الكتابية المتشعبة بين الترجمة والنقد الأدبي والثقافة والسياسة والمراجعات الفكرية".
وفي نهاية الندوة، كرم رئيس جمعية النقاد الأردنيين زهير توفيق، الكاتب دراج بدرع الجمعية.
المصدر: وكاالة الأنباء الأردنية