صدر للباحثة إكرام يحيى العطاري -طالبة دراسات عليا في برنامج الدكتوراه في تخصص اللغة العربية وآدابها في الجامعة الهاشمية- كتابها الأول بعنوان: "تجليات المفارقة في قصيدة الومضة العربية" عن الدار المنهجية للنشر والتوزيع في العاصمة عمان في مئتين وخمس عشرة صفحة.

جاء هذا العمل النقدي لتتبع دور المفارقة بمختلف أنواعها في تشكيل قصيدة الومضة العربية المعاصرة، تلك القصيدة المكثفة المعتمدة على براعة الشاعر في التشكيل بأقل امتداد على مساحة البياض وأعلى درجات الشعرية.

بني الكتاب من مقدمة وأربعة فصول تلتها الخاتمة والنتائج؛ فعرض الفصل الأوّل للحديث عن المفارقة تقنية شعرية؛ متشكّلا من مبحثين، الأول تناول مفهوم المفارقة وعناصرها ودورها، أمّا الثاني تناول أنواعها.

وتناول الفصل الثاني قصيدة الومضة من حيث؛ المفهوم، وتاريخ النشأة، والسمات فتشكّل من مبحثين، الأوّل تناول نشأة قصيدة الومضة، أمّا الثاني فقد عرض لمفهومها وسماتها.

ليكون الفصل الثالث ناظرا في المفارقة وشعرية قصيدة الومضة في أربعة مباحث المفارقة وشعرية كل من: القصر، والصّورة الفنيّة والإيقاع والتناص، مهد لها بحديث موجز عن الشعرية.

وكان التطبيق لى النماذج الشعرية في الفصل الرابع وعنوانه "تجليات المفارقة في قصيدة الومضة العربيّة المعاصرة؛" فاشتمل تطبيقات على نماذج مختارة من قصائد الومضة العربية، للنظر في أنواع المفارقة اللفظية والرومانسية والسقراطية والدرامية والحركية ومفارقة التنافر.

وقدم الكتاب نتائج عدة، إذ تمكنت الباحثة من رصد بعض انثيالات الشعريّة التي أضفتها المفارقة على نصوص قصيدة الومضة، التي كان لها دور في تنمية شعرية هذه النصوص، وأسهم الانزياح الدلاليّ للألفاظ المكوّنة لقصيدة الومضة في تحفيز آليات التلقي لإعادة إنتاج الدلالة لتتشكّل الصورة الجماليّة ذات الكثافة الشعرية العالية، وأظهر تتبع بعض النماذج الشعرية دور المفارقة بأنواعها في خلق الإيقاعات الخاصّة بتلك القصائد، وكان للتناصّ دوره في تكوين البناء المفارقيّ وتكثيف الدلالة وغمرها بالإدهاش والمفاجأة. واتضح خلال التطبيق المباشر ذلك الدور الذي لعبته المفارقة بأنواعها المختلفة في تعزيز بناء قصيدة الومضة وتمكينها لتتشكّل نصا منيعا أمام المتلقي.

والباحثة إكرام مهتمة بالقضايا النقدية الحديثة في الشعر المعاصر متمثلة منهج أستاذها الأستاذ الدكتور ناصر شبانة، وهي خريجة الجامعة الهاشمية بتقدير ممتاز في مرحلتي البكالوريوس والماجستير.

المصدر: الدستور