Skip to main content
«ملتقى المنتديات الثقافية» يدعم المبدعين ويمهد الطريق أمام المهتمين بالفكر الفلسفي

اختتم ملتقى المنتديات الثقافية في المنطقة الشرقية المقام بجمعية الثقافة والفنون بالدمام فعالياته أخيراً بإقامة 4 جلسات ثقافية، بدأت بندوة مقدمة من «ملتقى إبداع الثقافي» حملت عنوان «الساحل الشرقي في التاريخ الأسطوري القديم» للباحث حسن الطويل، فيما أدارها التشكيلي عبدالعظيم الضامن. وتطرقت إلى علاقة الأساطير بحضارة دلمون وجزيرة تاروت، وكيف وظف الأدباء هذه القصص الأسطورية في أعمالهم الفنية المتنوعة منذ العصور القديمة التي أنتجت ملحمة جلجامش.


وكان رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون الدكتور عمر السيف افتتح «ملتقى المنتديات الثقافية في المنطقة الشرقية»، الذي ينظمه البرنامج الثقافي في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، بحضور القنصل العام الأميركي بالظهران راتشا كورهونن، والمدير العام للجمعية المهندس هشام الوابل، وجمع الملتقى للمرة الأولى المنتديات والملتقيات الثقافية في مكان واحد لمدة أربعة أيام، بهدف دعم واحتواء المبدعين، إضافة إلى المساهمة في نشر برامج هذه الملتقيات لإتاحة المجال للجميع، لتبادل الخبرات ونشر الجديد في تجاربهم في المجالات كافة.

وشهدت حفلة افتتاح الملتقى، الذي قدمه عبدالله الدحيلان، مجموعة من الفقرات انطلقت بكلمة لمدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام يوسف الحربي، قال فيها إن الملتقى يهدف لتمهيد الطريق أمام كل مهتم بفنون الفكر والفلسفة والتطوير والاطلاع والتجريب، من خلال توسيع دوائر النشاط والخروج من التقليد المألوف وابتكار مبادرة تجمع هذه المنتديات الخاصة لدعمها وتسهيل نشرها للمتلقين.

ومن أمسيات الملتقى أحيت جماعة حواف الإبداعية ليلة شعرية، من خلال مشاركة الشعراء حمزة النمر وعبدالله الهميلي ويحيى العبداللطيف، فيما أدارها الشاعر يونس البدر الذي قدم الشعراء، قائلاً: «سوف ترون الهميلي كيف يعيد صياغة ذات جديدة، مؤرقة وفريدة، كما سترون ليحيى بريقاً من الحدس، ففي كل شعر له طوفان أسئلة في التنبؤ بالمستحيل البعيد، أما لحمزة فالشعر يركض عبر الحروف وعبر المعاني التي لا استكانة فيها، يجسد فوضى الوجود على لوحة من معانيه». وعبر جولتين قدم الشعراء مجموعة من القصائد منها: «صبحتها عسلا» ليحيى العبداللطيف، و«إلى عطرها» و«ما أصعب النص حين نكتبه» لعبدالله الهميلي، و«على مشارف الرؤى» و«شعر من وراء عتمة» لحمزة النمر.

وفي فعالية أخرى، تناول «الملتقى الثقافي» تجربة الكاتب السوداني الطيب صالح، قدمها الكاتب تركي السديري في ندوة أدارها الدكتور سعد البازعي. وتحدث السديري عن سبب اختياره تقديم ورقة عن الطيب صالح وقال: «لأنه أحد عباقرة الرواية العربية الذي يكتب السهل الممتنع، ولأن أعماله ترجمت للغات عدة، فيما اختيرت رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) من أفضل 100 رواية في العالم». وقدم «بيت السرد» القاصين حسين الملاك وموسى الثنيان في الأمسية التي أدارها عبدالواحد اليحيائي، وقسمها إلى جولتين طرح فيهما كل ضيف مجموعة من النصوص ومنها: «نقطة تحول» و«العرافة»، و«بعمق جرح غائر»، ومما قدمه موسى الثنيان «ليتني دمية» و«معطف جدتي» و«خائنة اللوز».

وكان ملتقى المنتديات الثقافية استهل نشاطه بعدد من الفعاليات، فقدم المؤرخ محمد القشعمي ورقة تحدث فيها عن ذكريات حمد الجاسر مع أدباء المنطقة الشرقية قبل 80 عاماً. وكرم السيف الملتقيات المشاركة وهي «ملتقى ابن المقرب الأدبي»، و«نادي كتابي»، و«منتدى الثلاثاء»، و«ملتقى حرف»، و«الحلقة المعرفية»، و«صالون بشار التشكيلي»، و«ملتقى رتوة»، و«الحلقة المعرفية المسرحية»، و«ملتقى قبس»، و«منتدى الخط الحضاري»، و«ملتقى إبداع الثقافي»، و«ملتقى حواف الثقافي»، و«الملتقى الثقافي»، و«بيت السرد».

وكان الملتقى شهد إقامة ثلاث أمسيات استهلت بأمسية شعرية لملتقى ابن المقرب، وشارك فيها الشاعر إبراهيم بوشفيع والشاعرة نورة النمر فيما أدارت الأمسية رجاء البوعلي.

وقدم الشاعران مجموعة من القصائد في جولتين منها «من أجل عينيكِ» و«شتاء وشتات» و«صرخة في وجه العام الجديد» للشاعر بوشفيع، إضافة لقصائد «مطر من الأوهام» و«لم أزل أطارده» و«مقاربة» للشاعرة النمر.

ومن الفعاليات أمسية أدارتها الإعلامية سمية السعيد لاستعراض تجربة «نادي كتابي» بمشاركة عبدالله الحواس وسامي البطاطي، اللذين قدما ملخصاً عن بدايات النادي وأهم إنجازاته وبرامجه، ومنها «القراءة الجماعية» و«الكتاب الزاجل» و«طفلي يقرأ» إضافة للأمسيات والندوات التي تستضيف المثقفين والكتاب. وتناولت أمسية موضوع المنتديات الثقافية بين الواقع والتطلع، قدمها منتدى الثلاثاء الثقافي ممثلاً بزكي البحارنة إضافة إلى المشرف على منتدى سيهات كمال مزعل، فيما أدارت الأمسية عرفات الماجد. وتطرق المزعل إلى أن أبرز التحديات التي تواجه المنتديات الثقافية هو عملها من دون غطاء إعلامي رسمي ينظم العلاقة معها من دون أن يتدخل في شؤونها، وهو ما يعرضها للإيقاف وهدم جهود ونشاط سنين طويلة في لحظة، كما أن المنتديات كغيرها من اللجان قد تصيبها المشكلات وتحتاج إلى خبرة ودراية وتشاور لمعالجتها لعدم الوصول لمرحلة الإغلاق. فيما استعرض البحارنة في ورقته محورين هما: ماذا قدمت المنتديات للمجتمع، وما هو مستقبل هذه المنتديات. وقال إنه يصعب اكتشاف الأثر الحقيقي للمنتديات في ظل غياب دراسات أو إحصاءات دقيقة عن أثرها على المجتمع المحلي، لافتاً إلى أنه يمكن القول إن المنتديات الثقافية «أتاحت المجال لمختلف المستويات الاجتماعية للمثاقفة وحث الأفكار والتدريب على الحوار الهادف».
 

سجال حول قصيدة النثر على هامش أمسية شعرية

نظّم نادي مكة الثقافي الأدبي ضمن فعاليات جماعة شعر أخيراً، لقاء حول قصيدة النثر، شارك فيه اثنان من فرسانها هما محمد خضر الغامدي ووفاء الغامدي، وأداره رداد الهذلي، الذي أشار بداية إلى أن قصيدة النثر أصبحت واقعاً ملموساً في شعرنا العربي المعاصر، لها أنصارها ولها معارضوها.. ثم قدم ترجمة للضيفين. انتقل بعدها الحديث لهما للكلام عن تجربتهما في قصيدة النثر، فأبدى محمد خضر عدم إيمانه بالتصنيف الحدي والمتعصب للشعر، مشيراً إلى أن قصيدة النثر قصيدة متحررة من القيود، وهي خيار الشاعر الذي تنوب عنه.

وأوضحت وفاء الغامدي أنها تقترف الكتابة بانفعال وصدق، تاركة لها أن ترتدي ثوبها كما تشاء. وقالت إن الكتابة عندها انفعال وشعور يخرج بتلقائية من دون تصنيفات.

وكانت لفارسي الأمسية بعد ذلك ثلاث جولات قدما خلالها مختارات من قصائدهما النثرية، ليتم بعد ذلك فتح الباب للتعقيبات والمداخلات.

وقال الدكتور عبدالله الزهراني: «كان هناك تأكيد على الخلاف حول قصيدة النثر، فهي كانت ومازالت مثار نقد وصراع»، واصفاً لقاء «أدبي مكة» بـ «الليلة المضيئة بالجمال المنثور». في حين وصفت الدكتورة هيفاء الجهني نصوص الشاعرين بأنها أبعد ما تكون عن حالة الشعر في تعريفه المعهود مع إعجابها بما تمّ تقديمه. كذلك أثنت نورة الشمراني على ما سمعت، ورأت أنه «شعور في نثر. كل من يوصل شعوره إلى الآخرين بإبداع فهو شاعر». وأوضح الدكتور سعد الثقفي أن قصيدة النثر من السهل الممتنع «لكنها صعبة على من لم تكن لديه الشاعرية.. وفرق الدكتور عماد هنداوي بين قصيدة النظم وقصيدة النثر، بأنها كرائحة العود التي تبقى، ورائحة النعناع التي تزول، مشيراً إلى أن قصيدة النثر أقرب للقصة القصيرة والخواطر «وهي بحاجة إلى عمق أكثر وتجربة أكبر لتترك أثراً في المتلقي». ووصف سعيد مسعود قصيدة النثر بالنثيرة. وذكر الدكتور عبدالعزيز الطلحي، الذي تحدث عما اعتبره شعرية النص، فيما تمّ الاستماع إليه من نصوص، بعيداً عن تصنيفه. وقصيدة النثر ملائمة لواقع العصر وإيقاع الحياة، بعد أن ضاق اليوم واتسعت اللحظة. ودفاعاً عن قصيدة النثر، أشار محمد خضر الغامدي في ختام اللقاء إلى أن من عاب على هذا الفن في المداخلات قادم من الذاكرة الشعرية، التي ليس لها علاقة بقصيدة النثر.

18 Nov, 2018 08:12:28 AM
0

لمشاركة الخبر