إعادة هيكلة واسعة في كبريات دور النشر العالمية
نتيجة عملية كبيرة لإعادة الهيكلة في دار «بنغوين راندوم للنشر» - التي أدمجت مؤخراً اثنين من أكبر أقسام النشر «كراون بابليشينغ غروب» و«راندوم هاوس» - من المقرر أن تترك موللي ستيرن، نائبة الرئيس في «كراون بابليشينغ غروب»، الدار في أعقاب أكبر نجاحاتها في عالم النشر، إذ كانت محررة مذكرات ميشيل أوباما التي بيع منها أكثر من مليوني نسخة في غضون 15 يوماً فقط بعد أول إصدار لها، مما يجعلها من الكتب الأكثر مبيعاً في عام 2018 على مستوى العالم. وفي رسالة شكر، قالت ميشيل أوباما: «إن حماسة، وطاقة، وشغف ستيرن كثيراً ما كان بمثابة دفة توجيه لي، وكانت موللي تساندني بإيمانها الذي لا يتزعزع في رؤيتي الخاصة بهذا الكتاب».
وكانت ستيرن وراء نجاح كثير من الروايات الأكثر مبيعاً، والكتب الأدبية الحائزة على الجوائز العالمية، إذ تحت إشرافها في «كراون غروب»، نجحت الدار في نشر روايات ذائعة الصيت مثل «الزوجة المفقودة» للكاتبة جيليان فلين، و«المريخي» للكاتب آندي واير، و«ريدي بلاير وان» للكاتب أرنست كلاين، فضلاً عن روايات واقعية مرموقة من المؤلفين الأكثر مبيعاً مثل سوزان كاين، وإيريك لارسون، وماثيو ديزموند الذي نال جائزة بوليتزر عن روايته «إيفيكتيد». وبعد الإعلان عن مغادرة مايا مافجي، رئيسة وناشرة شركة كراون، نهاية العام الماضي، تعتبر ستيرن أهم مسؤولة تنفيذية تغادر منصبها جراء عملية إعادة هيكلة الشركة.
ومن المقرر أن يحل ديفيد دريك، نائب الرئيس التنفيذي ونائب الناشر في مجموعة كراون، محل ستيرن. وكان دريك قد ساهم في الإشراف على صدور كتاب ميشيل أوباما، إلى جانب تينا كونستابل المسؤولة التنفيذية الأخرى في المجموعة.
وسوف تنضم جيليان بليك، رئيسة التحرير في دار «هنري هولت»، إلى فريق العمل بمجموعة كراون في منصب نائب رئيس الشركة ورئيسة تحرير مجلة كراون التجارية. وقد حررت بليك في شركتها السابقة كتبا شهيرة مثل «الحاسة السادسة» للكاتبة إليزابيث كولبرت، و«مذكرات فانيتي فير» للكاتبة تينا براون، فضلا عن الكثير من كتب بيل أورايلي. وتعكس التغييرات التي طرأت على مجموعة كراون عمليات الهيكلة الدورية واسعة النطاق في صناعة النشر، حيث تحاول الشركات الكبرى مثل «بنغوين راندوم هاوس» و«هاشيت» توحيد شركات الطباعة والنشر بعد طفرات النمو الكبيرة التي حققتها وعمليات الاستحواذ التي أنجزتها على شركات الطباعة والنشر الصغرى، في جهودها من أجل المحافظة على قدراتها التنافسية من خلال التوسع وزيادة الحجم، الأمر الذي يمنحها المزيد من النفوذ في صياغة شروط التعامل مع كبار تجار التجزئة في عالم الطباعة والنشر مثل «بارنز أند نوبل»، و«أمازون». ففي عام 2014، استحوذت «نيوز كوربوريشن» على دار النشر «هارلكين» مقابل 415 مليون دولار. وقبل عامين، أبرمت مجموع «هاشيت للكتب» صفقة جديدة للاستحواذ على دار «بيرسيوس» المستقلة للنشر، وحازت من وراء ذلك على مطبوعات أخرى مثل «بيسك بوكس»، و«نيشن بوكس»، و«بابليك آفيرز».
وفي عام 2013، اندمجت كل من دار «بنغوين» ودار «راندوم هاوس» في شركة كبيرة تعتبر أكبر دار للنشر بين الخمسة الكبار على مستوى العالم، والتي تضم أيضا دار «سايمون أند شوستر»، ودار «ماكميلان»، ودار «هاشيت»، ودار «هاربر كولينز». وتعمل الشركة على نشر 275 مطبوعة مختلفة على مستوى العالم، ويبلغ إجمالي مبيعاتها نحو 4 مليارات نسخة سنوياً.