بنية الكتابة في الرواية العراقية كتاب نقدي للأديب علي لفته سعيد
صدر للكاتب العراقي علي لفته سعيد كتابه النقدي الذي يحمل عنوان ( بنية الكتابة في الرواية العربية- أسئلة التدوين ومتابعة الاثر / العراق أنموذجا)، عن دار ابن النفيس الأردنية، وهو عبارة عن (مقالات في النقد الادبي) ويعد اول كتاب نقدي له بعد عدة اصدارات في الشعر والرواية .
يقع الكتاب في 360 صفحة من القطع المتوسط،واحتوى على مدخل وفصلين فضلا عن المقدمة التي افتتحها المؤلف بتساؤل قال فيه :هناك سؤال كان يرن في اذني : كيف يكتب الكاتب نصّه؟، ثم اوضح : إذ لابد من وجود ثوابت مثلما هناك ثوابت في المصطلحات الأخرى كالتفكيكية والتكعيبية والبنيوية والسيميائية والظاهراتية وغيرها.. كانت القراءات تحاول أن تصطاد طريقاً يوصل إلى تحليل شفرات السؤال الذي قفز إلى الرأس في اجابة مخبوءة انها (بنية الكتابة ) لم تتأثر بالبنيوية ولم تدخل في عمق الظاهراتية ولا تبتعد عن الانطباعية.. فهي تأخذ من كل شيء شيء لتنتج صورة لها معنى الوصول الى المغزى وهي العلامات الدالة على ما يحتويه النص من مستويات الستة وجدها المؤلف تدخل في جميع النصوص الأدبية والتي سبق للمؤلف ان ذكرها في بيان نشرها في جريدة (الصباح) البغدادية قبل أعوام حين طرح في هذا البيان فكرته عن بنية الكتابة واهدافها.
والكتاب يعد نتاج معبر عن اهتمامات الكاتب بهذه الطروحات التي شغلته كثيرا لاسيما انه كاتب روائي يبحث عن التميز ، وقد استطاع في هذا الكتاب ان يستفيد من تجربته في كتاب هذا اللون الادبي ومن قراءاته الكثيرة للروايات العراقية التي صارت تطرح بكثرة ،سواء للمعروفين ام للادباء الجدد، وهو ما ادى الى قيامه بدراستة للخروج بأجوبة للاسئلة التي كانت تتوارد الى ذهنه ، ومن هنا وجد ان من المفيد له ان يعود الى الى قراءة عدد من المقالات التطبيقية المختارة عن بنية الكتابة لكتّاب عراقيين من أجيال مختلفة ومدارس كتابية مختلفة وتجارب متنوّعة، تمتد منذ ستّينيات القرن الماضي إلى الوقت الحاضر.. مثلما قرأ واستعاد العديد من المقالات التطبيقية التي تمتد من التسعينيات حتى الآن،لتكون مساعدة له في بحثه وتعينه في الاجابة عن الاسئلة التي تمخضت عنها
يقول الكاتب في مقدمته: إن الكتاب ليس منهجا أو أسلوبا دراسيا، بل هو مقالات في النقدية العراقية التي اجترحناها، وكنت قد نشرها في العديد من الصحف العراقية والعربية وجمعها في هذا الكتاب، الذي أراده محاولةً في تأسيس خاصيّة التلقّي.. لذا قد نجد تشابهاً في المداخيل أو التراكيب بين مقالٍ وآخر، دون أن تكون هناك قصدية محدّدة لها. مستعيناً بما يمكن الحصول عليه من معوناتٍ لكتابات نقاّد عالميين أو عرب أو عراقيين، مستغنياً عن وجود هوامش المصادر والمراجعات.
الكتاب احتوى على مدخل وفصلين ، حمل الفصل الاول عنوان ( أسئلة البحث أهمية التلقّي) وتضمن خمسة فروع الاول: لماذا بنية الكتابة ؟ سؤال البدء والقراءة النقدية، والثاني: عناصر تكوين الرواية بين الحداثة والمطلوب : اما الثالث فكان : الرواية بين الحكاية والسرد. والرابع : الرواية الجديدة.. هل هي رواية صوت الراوي؟ فيما كان الخامس يشرح طريقة العمل التي اتبعها الكاتب لتوضيح اجتراحه الخاص..
وحمل الفصل الثاني عنوان ( إجابات البحث وتتبّع الأثر) تضمن اربعة اقسام هي: الاول: بنية الصراع ولعبة المكان والشخصيات..، وقدم فيه تطبيقات لخمس روايات عراقية، والقسم الثاني حمل عنوان : التمظهرات البنائية بين السرد والوصف.. ،وقد فيه قدم ست تطبيقات لست روايات عراقية ،فيما كان القسم الثالث تحت عنوان : لعبة الأزمنة الروائية والخطوط البيانية . وفيه قدم تطبيقات لخمس روايات عراقية ،فيما كان القسم الرابع قد حمل عنوان: بنية النصّ الروائي بين الاجتماع والسياسة وقدم تطبيقات لخمس روايات عراقية .
واحتوى الكتاب على خلاصة لفكرة الكتاب ،قال فيها المؤلف ان كتابه محاولةٌ لرسم نقطة جديدة في التلقّي الذي انقسم الى قسمين: الأول الذي يذهب مع الفكرة وحكايتها،والثاني: مع السرد وبنائه وطريقة الإدارة وعدم الوقوع في أخطاء الروي.
علي لفتة سعيد 1961،روائي وقاص وشاعر وناقد وصحفي، تولد : العراق، محافظة ذي قار / سوق الشيوخ ،يسكن حاليا كربلاء .اصدر خمس محموعات قصصية وثماني روايات وثلاث مجموعات شعرية اضافة الى مسرحية واحدة .