Skip to main content
«صلاة خاصة» لصبحي موسى... تحية كبرى للثقافة القبطية

تتعرض رواية "صلاة خاصة" للكاتب المصري صبحي موسى والصادرة حديثا عن الهيئة المصرية الامة للكتاب، لتاريخ المسألة المسيحية، ليس في مصر وحدها ولكن في المنطقة العربية والعالم ككل، وذلك في عصر المجامع المسكونية، وكيف وصل الخلاف في الرؤى بين الكنائس الكبرى إلى مجمع خلقدونية، وانفصالها إلى كنائس أرثوذكسية وأخرى ملكانية. يجيء هذا التاريخ في إطار قصة حب بسيطة تدور بين كاهن يدعى أنطونيوس ومحققة تدعى دميانة في دير مجهول يدعى دير الملاح. ومن خلال الأحداث الكثيرة والمثيرة التي تحتشد بها الرواية نتعرف على تاريخ الدير الذي نشأ في بداية القرن الثالث الميلادي، وكان شاهداً على ما جرى من صراعات بين الكنيسة والمهرطقين، وكيف مازالت هذه الصراعات تلقي بظلال أسئلتها المؤجلة على الدير وحياة من فيه، خاصة وأنهم يعيشون في أعقاب ثورة يناير 2011 حالة من البحث عن الميلاد الجديد. يمزج الكاتب في أحداثه ما بين الصراع القديم والصراعات الحديثة، ومثلما تتعدد الأزمنة والشخوص في الرواية، فكذلك تتعدد الأماكن مراكز الصراع، بداية من كنيسة الإسكندرية، وصولاً إلى كنائس روما وأنطاكيا والقسطنطينية وكبادوكيا والقدس ونيقية وغيرها. وحرص صبحي موسى على وضع بانوراما شاملة للصراع الديني في ذلك الوقت عبر جانبي البحر المتوسط ومدنه، كما حرص على أن تكون قصة الحب بين أنطونيوس ودميانة هي الإطار الرئيس للرواية التي جاءت على ثلاثة أجزاء، فكان الجزء الأول بعنوان (أنطونيوس/ الجسد الذي يبذل)، والجزء الثاني (دميانة/ عاصفة الجنون)، والجزء الثالث (ملاك/ الروح القدس). ومن خلال الأجزاء الثلاث التي صدرت في مجلد واحد من القطع الكبير نتعرف على العديد من الأحداث والمواقف المثيرة والمدهشة في التاريخ القبطي حديثا وقديماً، فالرواية في مجملها تعد تحية كبرى للثقافة القبطية، وبحثا عن نقطة التقاء بين كنائس الشرق والغرب، وبين المسلمين والمسيحيين في وقت واحد، ومن خلالها نتعرف على قدر الاسهام الكبير الذي شارك به الفكر المصري في صياغة الفكر واللاهوت المسيحي، وكيف كان للمدارس الفكرية اليونانية التي احتضنتها الإسكندرية في العصرين اليوناني والروماني الفضل الأكبر في تشكيل الفلسفة المسيحية. في هذه الرواية نتعرف على كيف أصبحت المسألة القبطية معادلاً للهوية المصرية.

28 Jan, 2019 08:16:39 AM
0

لمشاركة الخبر