في محاولة لإلقاء الضوء على جماليات «علم العروض» العربي، وما لحق به من تغيرات فرضها تطور حركة الشعر العربي، ينظم «معهد المخطوطات العربية» التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بالتعاون مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، ندوة دولية تعد سابقة من نوعها حول تراث العرب والمسلمين في مجال علم العروض، وذلك يومي 27 و28 مارس (آذار) الحالي.
تحمل الندوة التي ستعقد في مقر معهد البحوث والدراسات العربية بحي الدقي بالقاهرة، عنوان «مخطوطات العروض: أسئلة الإرث والعصر وثنائية القاعدة والإبداع»، ويشارك فيها باحثون مختصون من مصر والسعودية والأردن والهند.
وقال د. فيصل الحفيان مدير المعهد، إن الندوة تركز على الذخيرة العروضية الخليلية، وما يتصل بها من درس ببليوغرافي وتعريفي ونقدي مخطوطاً ومنشوراً، كما تعنى بالمقارنة النقدية للنصوص العربية، بما لهذه النصوص من خصوصية، وبما بين العروض وصنعة التحقيق من علاقة، كما تثير الكثير من المفهومات العصرية، مثل «العروض الرقمي» و«العروض البديل»، وتنظر نظرة ناقدة إلى الأسئلة الجديدة، والمقاربات الخاصة التي حاولت النفاذ إلى التراث العروضي الخليلي على مستوى النظر، وأيضاً على مستوى العمل، خصوصاً في ميدان تعليم العروض، ولمح إلى أن هناك جلسة خاصة بمستقبل العروض الخليلي والتوظيف الأسلوبي للبنية العروضية وفض الاشتباك القائم بين القيود، إذا ما صح التعبير، التي تفرضها القواعد العروضية، والحرية التي هي حياة الإبداع.
يشار إلى أن التراث العربي الإسلامي يملك ذخيرة ثمينة وكبيرة من الكتب والمخطوطات في هذا الحقل المعرفي بالغ الأهمية، لكنه لم يحظ بالاهتمام والدرس العلمي اللائق به، واكتشاف حدوسات إيقاعية ومعرفية جديدة تتشكل من داخل البنية العروضية، وتحقيقها بشكل عملي من خلال البعد النظري والتطبيقي على النصوص الشعرية، ونشرها، حتى يمكن الإفادة منها.