«العايدى» حرمته إعاقته من الحركة.. فأبدع «100 عمل» أدبى
قرار الأم دفع ثمنه المولود قبل أن يصل للدنيا بعدما استعانت بـ«الداية» والتى لجهلها أمسكت بعنق المولود الصغير مما أدى إلى كسر النخاع الشوكى ليبدأ رحلة المعاناة مع ضربات متتالية.. إنه الكاتب الروائى محمد العايدى الذى أبدع حتى الآن 100 عمل أدبى على كرسى متحرك.
يقول محمد العايدى: «عندما بلغت السابعة، وجه لى أبى سؤالا مصيريًا بتخييرى بين العلاج والالتحاق بالتعليم وعلى الرغم من اختيارى التعليم إلا أنه اصطحبنى إلى المستشفيات ببعض المحافظات رغما عنى، ليتم إجراء 11 عملية جراحية دقيقة خلال عامين، باءت كلها بالفشل، حاولت الصراخ كنداء استغاثة لإنقاذى خرجت فى صورة نوبات عنيفة من الصرع عجز الأطباء عن تفسيرها خاصة مع تكرارها بشكل يومى، وانتهائها بتبول لا إرادى.
حاولت الأم مساعدة ابنها المريض بسؤال متخصصين جدد فى مجال الأعصاب، ومنهم الدكتور سمير الملا أخصائى الأعصاب المعروف، والذى أفاد بأن ابنها حاد الذكاء، وأن النوبات هى نوع من الحزن من قبل العقل على ما يحدث للجسم من عجز وحرمان من أبسط حقوق الحياة، ونصح الأم وقتها بأن تجعله يلتحق بالتعليم للاستفادة من ذكائه.
ويضيف محمد: أنه مع بلوغه العاشرة بدأت تراوده بعض الأفكار التأملية والأسئلة الوجودية مثل ما الحكمة فى أن يخلق على هذه الصورة، لتصاحب تلك الأسئلة الظهور الأول لروح الكاتب الجامح الحر بأفكاره، وفى صمت وسرية تامة قام بجمع كتب إخوته إلى أن وجد نفسه يجيد القراءة بشكل أذهلهم جميعا حتى استطاع بناء أحداث وشخصيات قصصية.
ويؤكد أنه بعد أن كتب عددا من قصص الأطفال بشكل جديد ومختلف، إلى أن والده لم يقتنع وعندها قرر أن يقدم له خلال شهر قصة من تأليفه مكتوبة بخط اليد لكن حينها صدمه القدر بوفاة والده وبعده بعام لحقت به أمه.
ويقول : « كنت أهرب من أحزانى بالكتابة حتى وصل عدد أعمالى إلى 100 عمل متنوع ما بين القصة والرواية والمسرحية والمقال والبحث والدراسة، ومن أعمالى الروائية :«مالك وآدم»، «زائرون من كواكب أخرى»، و«زنزانة الخوف»، و«حوارى مع إبليس»، و«عودة الأموات»، و«انتظار امرأة»، و«قناع الحرمان»، ومن أعماله المسرحية: «فلاح فى الميدان» و«أنا وأنا» إلى غيرها من الأعمال العديدة.
.
المصدر:بوابة اخبار اليوم