كمال يكنور.. استعادة رقمية
شكّلت مفردات وزخارف الفنون والعمارة الإسلامية، وعناصر الثقافة الشعبية وأساطيرها ورموزها التي تمتّد لآلاف السنين فضاءين أساسين في أعمال كمال يكنور منذ ستينيات القرن الماضي، في محاولة للتحرّر من القوالب والصور المألوفة لدى تجارب أخرى.
اهتمّ الفنان التشكيلي المصري (1925 – 2000) بإبراز العلاقات اللونية والإيقاع الحركي الذي تشكّله المساحات والأشكال والخطوط المتقاطعة، ما منح أعماله دينامكية في تكوينها من خلال لقطات عديدة تعكس ذلك منها عروس النيل ورقصات الأرياف.
ينظّم قطاع الفنون التشكيلية في مصر معرضاً افتراضياً ليكنور على منصّاته الإلكترونية، يحتوي أعمالاً احتواها المعرض الاستعادي للفنان الذي أقيم العام الماضي في "متحف الفن المصري"، في إطار مبادرة وزارة الثقافة "خليك في البيت - الثقافة بين إيديك".
الصورة
(من المعرض)
يتضمّن المعرض حوالي أربعين لوحة تهيمن عليها أسلوبية تعبيرية في مشاهدة قريبة من الحياة اليومية في الريف المصري، يقدّمها في طبقات لونية متعّددة تعكس عمقاً في المشهد وغنى في تكوينه، وتُظهر تموجات ونتوءات تشبه النحت البارز في أبعاد ثلاثية.
يحتوي أحد الأعمال على عروسة المولد، أحد الطقوس الشعبية التي تعود إلى العصر الفاطمي ممتزجة بموتيفات إسلامية وأشكال هرمية مع رموز كالحصان وما يحيل إلى دلالات تتصل بالقوة والشجاعة والفروسية العربية، وكذلك القط بما يعنيه من معان في الثقافة المصرية تتصل بالقوى الخارقة والتفاؤل وغيرها، إضافة إلى النخيل وغيرها من المفردات.
وتمثّل المرأة في بعض الأعمال تجليات لعروس المولد "التميمة الشعبية" التي تدلّ على البهجة والسعادة، وهو يرسم نساءه الريفيات في محاكاة لعروس المولد، إلى جانب النقوش والكتابات التي تتجاور في لوحات مع رسوماته ومنها لفظ الجلالة وبعض العبارات الدينية بأبعاد صوفية.
يتكئ الفنان المصري في بعض لوحاته على السيرة الهلالية عبر تقديم شخصياتها ومقاطع منها، كما تحضر مشاهد أخرى من الحياة الشعبية مثل تقليد قراءة الفنجان تقليداً متبعاً في معظم البيوت المصرية، فيرسم سيدتين إحداهما من المدينة بملابس عصرية تنتظر بشغف ما يبعث على التفاؤل من القارئة التي تبثها أنباء عن حياة وردية، وفي لوحة أخرى تبرز علامات التشاؤم في عيون سيدة تجلس مقابل قارئة الكف.
يصوّر يكنور أيضاً طقوس الأعراس الريفية التي يقدّمها كأيقونات تجسّد العروسين والاحتفالات، كما تظهر مناظر النيل كالصيادين الذين يستقلون قوارب شراعية، والنساء اللواتي ينتظرنهم وهون يرتدين ملابسهن التراثية.
المصدر:العربي الجديد