Skip to main content
ما دهى العرب.. الشاعر

د. إبراهيم الكوفحي

ما دهى العُرْبَ! لستُ أُلْفي رشيداً *** في حِماهُمْ، لسيفِهِ اليومَ غامدْ

باعدَتْ بيننا السّياساتُ، لكنّا *** لدى الحربِ لا نُطيقُ التباعدْ

فسيوفٌ تدنو، تعانقُ أخرى *** ورماحٌ على الهوى تتواعدْ

يُبصرُ القاتلُ القتيلَ، فيبكي *** حين يلقى أخاهُ.. مَيْتاً هامدْ

مَنْ يُعيدُ الدّيارَ خِلْواً من النَّعْرة *** والجهلِ والهوى والتحاسدْ

يرفعُ (الشمسَ) صابراً بيديه *** لترى الأعينُ الطريقَ القاصدْ

ولِكَيْما ترى العَدُوَّ الحقيقيَّ، *** توراى وراءَ ليلِ المكائدْ

كلّما أُطفئتْ لنا نارُ حربٍ *** قام في الليلِ نافخاً في المواقدْ

ودّ سيلَ الدّماء، لو ظلّ يجري *** فهْو مُستمتِعٌ بحلوِ المشاهدْ

نحنُ للحرْبِ، وَهْوَ للنهْبِ في رأْدِ *** الضّحَى، لم يَجِدْ عن الدارِ ذائدْ

أشغلتْنا معاركٌ..، أشعلتْها *** في الخفا كفُّ أجنبيٍّ حاقدْ

ما الذي دهى! لنغدوَ أقواماً *** فُتاتاً.. قدْ خلّفتها الموائدْ

مَنْ فتىً يَفرشُ (العباءةَ) للعُرْبِ *** فيُنهي قطيعةً وتجالدْ

إخوةٌ نحنُ، كيف صرنا عُداةً *** تنتهي الحربُ ساعةً، فنعاودْ

والأعادي من كلّ صوبٍ نراهمْ *** يتبارَوْنَ في استلابِ المواردْ

نحنُ في حاجةٍ لنورِ (نبيٍّ) *** لتعودَ القلوبُ قلباً واحدْ

وتعودَ البنودُ بَنْداً عزيزاً *** لا يَرى غيرَه السُّها والفراقدْ

 

 

 

المصدر:الدستور

09 Sep, 2020 12:10:41 PM
0

لمشاركة الخبر