وقفة مع حافظ خليفة
تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "أُراوح بين الحفر في التاريخ وإخراج العروض الملحمية" يقول المخرج المسرحي التونسي في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ ما الذي يشغلك هذه الايام؟
- تشغلني مشاورات صياغة "قانون الفنان" في تونس وبالطبع تشغلني متابعة عودة الحياة الثقافية إلى مجراها الطبيعي بعد الجائحة التي جمّدت كل شيء وعزلتنا عن الفعل الثقافي والإنساني. ما عشناه هو وقفة تأمل كبرى في حياتنا كفنانين حتى نعود بمشاريع جديرة بالاحترام.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- آخر أعمالي مسرحية "رسائل الحرية" (2019) وهي من تأليف أحد أبرز كتّاب المسرح في تونس؛ عز الدين مدني. حظيت المسرحية بعديد التكريمات قبل موجة كورونا، وهي تتحدث عن موضوع راهن هو الدجل السياسي باسم الدين في الوقت الذي تستعير فيه زمناً بعيداً، هو العصر الفاطمي في تونس. عملي القادم سيكون مع نفس المؤلف عبر نص بعنوان "أم البلدان" وهي أيضاً مسرحية تعود إلى مرحلة بعيدة في تاريخ تونس، وهي العصر الحفصي عندما أصبحت دولة الحفصيين ممتدّة الأطراف ويطمح سلطانها بموقع الخليفة، لكن جهل ورثة أبو زكريا الحفصي أضعف البلاد وأدخلها في أزمة خانقة، ولعل ذلك حدث مجدّداً مع مشاريع مؤسس الدولة الحديثة في تونس؛ الحبيب بورقيبة.
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- أنا راض نظراً لتنوّع مساراتي الإبداعية، فمع الحفر في التاريخ العربي الإسلامي، اشتغلتُ أيضاً على إخراج العروض الملحمية الكبرى وآخرها بعنوان "خضراء" (2017) المقتبس عن السيرة الهلالية، وقد جرى عرض الملحمة في كثير من ساحات تونس تحت ضوء الشمس دون رتوش.
■ لو قيّض لك البدء من جديد أي مسار كنت ستختار؟
- نفسه دون تردّد. سأعيد أيضاً هذه المراوحة في العيش بين تونس وإيطاليا حيث تعاملت مع تجارب إخراجية متنوّعة وأصيلة في المسرح والسينما.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أتمنّى أن يحدث تغيير جذري في أحوال البلاد العربية. كل العالم يراها اليوم منطقة للصراعات والمشاكل الاجتماعية والسياسية التي لا تنتهي، أتمنى أن تنتهي هذه الحالة من التيه والكآبة. أنا كفنان مسرحيّ أود أن أكون همزة وصل بين الشرق والغرب لكن بعيداً عن الصور النمطية الجاهزة ففي بلداننا الكثير من النقاط المضيئة التي ينبغي للعالم أن يعرفها، وهذا يحتاج إلى شراكات ثقافية متينة أقوم بها بين تونس والعراق وبين تونس وإيطاليا.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها. ولماذا هي بالذات؟
- الحسين بن علي. شخصية من صميم التاريخ والهوية العربية الاسلامية وهو شخصية تراجيدية بامتياز. هو خيار لا علاقة له بوازع دينيّ، اختياري يقوم على منطلق إنساني. الحسين هو سبارتاكوس أو غيفارا من التاريخ العربي.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائما؟
- الفنان هو لطفي بوشناق برحابة صدره ورهافة حسه، وأما الكتاب فهو ديوان "أغاني الحياة" لأبي القاسم الشابي.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- نص مسرحية "المهاجران" للكاتب البولندي سلافومير بروجيك.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أحب نوعين موسيقيّين: كل ما هو جنوبي تونسي، كما أحبّ أعمال فيردي وخاصة أوبرا "ماكبث" وأقترح عليكم المقاطع التي تؤدّيها ماريا كالاس في دور ليدي ماكبث.
بطاقة
مخرج مسرحي وممثل تونسي مقيم في إيطاليا، من مواليد 1971. شارك في العديد من الأعمال المسرحية الإيطالية مع مخرجين مثل شارو كيرينماند وجانكارلو كوبيلي، وله مشاركات تلفزيونية وسينمائية أشهرها دوره في فيلم "آلام المسيح" من إخراج ميل غبسون. أسّس شركة إنتاج مسرحي باسم "فن الضفتين" أنتجت إلى حد الآن 12 مسرحية و سبع ملاحم، أبرزها: "خضراء"، و"طواسين"، و"برزخ"، و"رسائل الحرية"، و"زنازين النور"، و"طوفان"، و"نوّة زاد".
المصدر:العربي الجديد