"أزمنة الحركة الطلابية التونسية": مخاضات قرن
في تموز/ يوليو الماضي، صدر في فرنسا كتاب جماعي بعنوان " مؤسسات جامعية وحركات طلابية" حاول أن يرصد على مستوى عالمي قضايا الجامعة والمجتمعات من زاوية تفاعلات الطلبة مع بيئتهم. حضر في هذا العمل اسم عربي وحيد هو المؤرخ التونسي محمد ضيف الله (1960). وفي الحقيقة، فإن موضوع الكتاب يقع تماماً ضمن المنطقة التي يتحرّك ضمنها الباحث التونسي منذ سنوات.
فمن أبرز مؤلفات ضيف الله في هذا الصدد؛ "الحركة الطالبية التونسية 1927-1939" في 1999، و"المدرج والكرسي: بحوث حول الطلبة التونسيين بين الخمسينات والسبعينات" (2003)، و"مسيرة الاتحاد العام لطلبة تونس: شهادات بعض المؤسسين والقياديين" (2010)، "تراجم الناشطين في الحركة الطلابية التونسية" (1910-1991) الذي صدر في 2014.
إلى هذه الأعمال، ينضاف عمل جديد لـ ضيف الله في نفس التخصّص، صدر منذ أيام في طبعة مشتركة بين منشورات "جامعة منوبة" و"المعهد العالي للحركة الوطنية"، كتاب بعنوان "أزمنة الحركة الطلابية التونسية"، وهو عمل يبدو مثل حصيلة للمؤلّفات السابقة حيث يمسح فترة أشمل من تاريخ الحركة الطلابية في تونس.
يعود الكتاب إلى بدايات الحركة الطلابية في تونس في إطار التعليم التقليدي واحتكاكه بالتحوّلات العميقة التي فرضها الاستعمار الفرنسي منذ 1881. ثمّ يمرّ الكتاب بمحطّات أساسية تُظهر الأدوار التي لعبها الطلبة كإحدى أبرز شرائح التغيير الاجتماعي والسياسي في البلاد، وهي محطات تعيد إضاءة تاريخ تونس المعاصر من زاوية قلّما جرى اعتمادها.
من مؤلفات ضيف الله الأخرى: "صالح بن يوسف، خطب ووثائق أخرى"، و"نوافذ على تاريخ نفزاوة"، و"المجتمعات المائية بتونس: قبلي وزغوان في القرن التاسع عشر"، و"الزنابق الحمراء: الحركة الكشفية التونسية"، و"بين الصهوة والركاب: مسارات بعض القياد في العهد الاستعماري".
المصدر:العربي الجديد