Skip to main content
إصدارات جديدة ومتنوعة لدار فضاءات للنشر والتوزيع

إصدارات جديدة ومتنوعة لدار فضاءات للنشر والتوزيع

 

صدرت حديثا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، الأردن، رواية خبز الغجر للروائية السودانية آن الصافي، في 216 صفحة من القطع المتوسط.
تتناول الرواية قضايا تمس واقع مجتمعات تتكون من ثقافات متنوعة في بنية سردية تقدم تداخل هذه الثقافات وتباينها عبر شخوصها في تقنيات ومحاور تحمل معالم التراث والعلوم الإنسانية وعلى رأسها الفلسفة والاقتصاد ونلمس أثر الحداثة وما تلاها. تتسم بالتشويق وتداخل الأجناس الأدبية فيتضمن النص الروائي القصة والشعر بسلاسة خادماً الغرض منها دون تكلف. بالإضافة لاستخدام تقنيات درامية. عنصر الدهشة يلف تفاصيل الرواية جاذباً للمواصلة فلا يوجد ما يوافق احتمالات الترقب المعتادة مع مسار الأحداث.
يتسم العمل بالاقتضاب والتكثيف في السرد لنجدنا حول محاور تتشابك بعضها وتسير بعضها في بناء درامي متواز بنظم تفاعلي وتوالي. فيعتبر مجمل شخوص الرواية أبطالاً وكل شخصية لها محورها وقصتها وقضيتها ومع ذلك فالجميع يلتقي في جوهر موحد يهيمن عليه نمط الحياة في هذا العصر بشكل مباشر لبعضها ولبعضها بشكل غير مباشر.
رواية خبز الغجر تتناول مفهوم الاقتصاد السلوكي وعلم نفس المجتمعات، مع التطرق إلى قيمة ثقافة التعايش السلمي والتسامح والاحتفاء بالطبيعة والتطرق إلى بعض قضايا البيئة. نرى في النص تنوع في الأعمال والمهن وكيف لفكرة فرد أن تطرح منتج يعم مجتمع بأكمله وما المانع طالما هناك أفق متاح للبناء على الرغم من التيارات المضادة..
كما تحتفي الرواية بالتنوع الثقافي وكيف لإرادة الأجيال بتعاقبها مع قوة الممكن للفرد والأسرة والمجتمع في إيجاد مخارج لقضايا مصيرية، وترى أن المحاولة جزء من الحلول.
كما صدر حديثًا، عن الدار نفسها، للدكتور محمد أقضاض كتاب «أوديسا العبيد، الهجرة في الرواية» ويقع الكتاب في 354 صفحة من القطع الكبير.
يشرح الدكتور أقضاض في مقدمة الكتاب موضحًا كيف تشكلت العتبة، العنوان، فيقول: باتت الهجرة ظاهرة إنسانية ضاغطة في زمننا الراهن، ولأنها كذلك فقد اعتنت بها الآداب العالمية بشكل أكثر من كلّ زمن مضى. إذ إنَّ الهجرة هي أكبر مأساة يعاني منها عصرنا.. نتيجة ما يعرف بالعولمة ونظام القطب الواحد والليبرالية الجديدة (المتوحشة) التي سمى بها الاستعمار الجديد نفسَه.. ولأن مآسي مضامين هذه المصطلحات عميقة وتجلت أيضا في تلك الظاهرة، فقد كتب حولها أدباء كثيرون من أبناء المهاجرين أنفسهم وأهاليهم، وأدباء من أبناء العالم الأول.. وفي هذه الكتابات، بتنوع مشاربها وقناعاتها وهوياتها، تتقاطع كلها في ضبط معاناة المهاجر عامة، سواء في بلده الأصل أم في بلد الاستقبال. وبالمهاجر السري، على الخصوص، الذي تكون معاناته أكثر حدة من الأول.. وكلاهما يشبه في محنته أوليس في ملحمة أوديسا اليونانية لكاتبها هوميروس..
وقد استعرتُ عنوان الكتاب من هذه الملحمة نفسها، فقط غيرت بطلها، أوليس، الملك/نصف إله، وعوضته بنقيضه العبد/العبيد، ليكون العنوان «أوديسا العبيد».
الفرق بين الشخصيتين في رحلة أوليس ورحلة عبيدنا، ... أن أوليس حكمت عليه آلهة الأساطير ليتيه في البحر ويعود أيضا إلى قصره، بينما آلهة عصرنا اتفقوا جميعا على أن يضيع هؤلاء العبيد بين استعبادهم في بلدان الغرب أو يموتوا في مياه البحار والوديان.. وتبقى بينولوباتهم والأبناء ينتظرون أو يتبعونهم إلى نفس المصائر..
ومن الجدير بالذكر أن الكاتب من مواليد المغرب ، سنة 1949، اشتغل أستاذا للسلك الثاني بمدينة الناظور. ثم باحث في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط، من 2002 إلى 2005. أشتغل على النقد السردي، حول الرواية والقصة والنقد المعاصر.
كما صدر عن الدار نفسها للدكتورة خديجة زتيلي كتاب «البناء المعرفي للسياسة عند أفلاطون ومكانة المرأة فيه» ويقع الكتاب في 142 صفحة من القطع الكبير.
يبحث الكتاب في فلسفة أفلاطون في المواضيع الثلاثة المهمة (المعرفة، والسياسة، والمرأة) ويتقصى الحقائق والرؤى الأفلاطونية حول ذلك، ولأن هذه المواضيع لا تزال تثير اهتماما بالغا في الكتابات الفلسفية المعاصرة، وجدلا يثير اهتمام الفلاسفة بوجه خاص. كيف تعاطى القدماء مع موضوع مكانة المرأة السياسية والاجتماعية والفكرية؟ حيث بات من الضروري استقصاء تلك المرحلة التاريخية لإعادة كتابة التاريخ بشكل موضوعي غير منحاز. يأتي ذلك من اهتمام الدكتورة خديجة زتيلي واشتغالها في المواضيع الفلسفية التي تتعلق بالخطاب الفلسفي الذكوري.
تقول الدكتورة خديجة في مقدمة الكتاب: لا يزال موضوع المرأة في الكتابات الكلاسيكيّة بوجه عام، وفي أعمال الفلاسفة بوجه خاص، يثير نقاشًا وجدلاً واسعًا لا يهدأ في الثقافة المعاصرة. فقد تصدّت جملة من البحوث والدراسات الأكاديمية، في مجالات شتّى من الفكر والمعرفة، إلى نصوص المفكرين والفلاسفة الكلاسيكيّين، في محاولة منها لتقصّي الحقيقة الإنسانيّة الغابة في هذه النصوص – التي تعدّ ذكورة بامتياز – وفحص شكل تعاطي القدماء مع موضوع مكانة المرأة السياسية والاجتماعية والفكرية في المنظومة الاجتماعيّة القديمة. فقد بات من الضروري في الزمن الراهن، استنطاق تلك المرحلة التاريخيّة، لإعادة كتابة التاريخ بشكل موضوعي وغير منحاز، ولتصحيح الكثير من الأخطاء والمغالطات التي كرّستها تلك النصوص القديمة على مدى قرون طويلة من الزّمن. ولعلّ من أفدح أخطائها استبعاد النساء من حقل الممارسة والنشاط بوجه عام، متحججة بمسوغات بائسة، وتبريرات عنصرية تحالفت مع القوانين السائدة لإبقاء قطاع كبير ومهم من المجتمع في العتمة. بات إذن استدعاء النصوص القديمة وفحصها مسألة علميّة ملحّة، لكونها شوّهت بعض الحقائق، ولم تُمِط اللثام عن كثير من القضايا المطروحة في عصرها، وغضّت الطرف عنها في كثير من الأحيان، بما يتّفق مع مصالح وأيديولوجيات تدعم، بشكل صريح، المنظومة السياسية أو القانونية أو التربوية القائمة، سعيا منها إلى بسط سلطانها ونفوذها على المجتمع. ويتضمن هذا الكتاب مقدمة، وأربعة فصول، وخاتمة.

 

 

المصدر: الدستور

12 Oct, 2020 04:12:04 PM
0

لمشاركة الخبر