ديوان «ملتقى الكلمات».. قصائد تخاطب الإنسان والعالم
ديوان «ملتقى الكلمات».. قصائد تخاطب الإنسان والعالم
يلتقي في ديوان «ملتقى الكلمات» للشاعر ورجل الدولة البوسنوي حارث سيلاجيتش ونقله إلى العربية إسماعيل أبو البندورة، الشاعر والسياسي ليكونا مزيجًا وملتقى لكلمات تخاطب الإنسان والعالم في آن واحد، وتُعبّر عن عذابات الإنسان واشتعالاته، وبحثه الدائب عن عالم الحرية الذي لا بد أن يبزغ يومًا في حياة الشعوب.
وبحسب المترجم إسماعيل أبو البندورة فإنه: «تبرز في الديوان شاعرية عبرت عن نفسها في انتقاء الكلمات والتعابير ذات الغنى البلاغي، وفي التناصات المتعددة، وفي التأملات والصور العميقة التي يتحرك فيها الإنسان والتاريخ والواقع حركة متوافقة منسجمة، تستحضر الماضي لمخاطبة الحاضر بنصوص شعرية تكتظ بالمعاني والأسئلة وإعمال الفكر، وتستدعي الاشتباك معها لمحاورتها والوقوف طويلا عندها».
ويأتي الإصدار في إطار التعاون بين «معهد الدراسات الشرقية» في بريشتينا، جمهورية كوسوفو، مع دار «الآن ناشرون وموزعون» من أجل التعريف بآداب شعوب البلقان وترجمتها إلى اللغة العربية. وجاء في 195 صفحة من القطع المتوسط، واختيرت لغلافه ورسوماته الداخلية لوحات من أعمال الفنان البوسنوي إسمار مؤذنوفيتش، وهي اللوحات نفسها التي استُخدمت في النسخة الأصلية التي صدرت باللغة البوسنوية.
ويرى الأستاذ أسعد دوركوفيتش في تقديمه للعمل «أن امتلاء العالم في شعر سيلايجتش وقوة هذا الشعر تظهر في عصرِ «لا إنسانية» العالم المعلنة، والانشطار العام، والجشع، الذي يشعر فيه هذا العالم بالإحباط، والعجز والاكتئاب والأسى التام.
ويضيف أنه «بسبب ذلك، فإن شعر سيلايجتش يمثل خبرة ثمينة للأطروحة والامتلاء. وهو في هذا الإطار يمثل الأسباب نفسها للشهادة على كيفية فهم العالم بالنسبة لأولئك الكثر والمتعالين الذين يعتقدون أن الشعر والسياسة منفصمان في علاقتهما البينية».
وقدم أيضًا للعمل الأستاذ محمد موفاكو الأرناؤوط تحت عنوان «حارث سيلاجيتش.. شاعرا عابرا للقارات»، ورأى أنه برغم أن سيلاجيتش معروف في العالم العربي بوصفه سياسياً ورجلَ دولة، فهو وزير خارجية ورئيس حكومة ورئيس جمهورية البوسنة خلال الفترة (1990-2010) «إلا أن الجانب الفكريَّ والأدبيَّ والأكاديميَّ هو الإرث الذي قد يكون الأبرز في حياته. وهذا هو ما تثبته هذه المجموعة الشعرية التي حلّق فيها بتجربته شرقاً وغرباً، وحرص على أن يراجعها بالعربية قبل أن تصل إلى القارئ العربي».
وأضاف: «يمكن القول إن قصائد هذه المجموعة الشعرية تصل في وقتها إلى القارئ العربي؛ ليكتشف معها الوجه الآخر (الأعمق والأوسع) لرجل الدولة حارث سيلاجيتش، الذي فضّل أن يعتزل السياسة بكرامة ليصبح ما كان يتمناه ويفضّله؛ أي المثقف العابر للحدود، الذي يسمو على السياسي المبرمج ضمن شبكة المصالح الجديدة التي لم تعد لها علاقة بالمبادئ، والشاعر الذي يختزل خبرة عقود من السياسة في مشاكل العالم، في رسائل مهمة للحاضر والمستقبل».
ومن مقطوعات الكتاب: «سألت منى؟/ لماذا تساقطت الأوراق/ وإلى أين ذهبت الأزهار/ لماذا لم نعد نرى شجر الزيتون؟/ لماذا يمتد الجدار في البستان../ وأجابت الوالدة: تسقط الأوراق في الخريف/ والأزهار ستتفتح أجمل من قبل/ لكنها لا تعرف لماذا يمتد الجدار في البستان../ قالت منى: لا تقلقي يا أمي/ رأيت في الحلم طائرا/ يهبني من لدنّه عينا/ لنرى الزيتون معا/ وننتظر الخريف حتى يسقط الجدار..».
المصدر: الدستور