Skip to main content
احتفالية ب«ملح العراق» وقراءات شعرية ونقدية في ديوان الهريس الثقافي

احتفالية بـ«ملح العراق» وقراءات شعرية ونقدية في «ديوان الهريس الثقافي»

 

 

قراءات إبداعية متنوعة، تأملت الراهن العربي، وحلقت في فضاء الأنوثة، تضمنها لقاء ديوان الهريس الثقافي، الذي أقامه عن بعد، عبر وسائل التواصل الحديثة، يوم الاثنين الماضي، بمشاركة كوكبة من الشعراء والنقاد الأردنيين والعرب.

وقد استهل الديوان لقاءه باحتفالية بالكتاب الشعري الجديد الشاعر العراقي غزاي درع الطائي وعنوانه (ملحُ العراقِ أمانةٌ في زادي)، الذي أصدر حديثا، عن دار الينابيع للطباعة والنشر والتوزيع، وبين الطائي، خلال حوارية أجراها معه مدير اللقاء نضال برقان، ضرورة أن يعبر المبدع عن الواقع، «ففهم الواقع واكتشاف مدارج الرقي والصعود فيه، مهمة جديرة بالتبنّي، ولكن مجافاة الواقع وإدارة الظهر له هو العيب الذي يجب تجنُّبُه، والتمرد على الواقع لا يغير الواقع ولا يدفع به نحو آفاق مشرقة ولا يقود الأوراد إلى التورد».

وحول تضمن كتابه الجديد لقصائد عمودية، وقصائد من شعر التفعيلة، وأخرى من قصيدة نثر، قال الطائي حول ذلك: «أنا أبحث عن الشعر، لا عن شكل الشعر، ولا أحكم على الشعر باعتباره شكلا أو استنادا إلى شكله، فالشعر ليس عنوانا فقط أو هيكلا وحسب أو قامة لا غير، الشعر أكبر من شكله وأوسع من مضمونه وأعمق من موسيقاه، وأكثر ارتفاعا من أي مكوِّن مفترض من مكوِّناته..».

تاليا قرأ الطائي مجموعة من قصائد كتابه الشعري الجديد، منها قصيدته «ملحُ العراقِ أمانةٌ في زادي»، وفيها يقول:

«أنا والدٌ لكنْ بلا أولادِ/ أنا خيمةٌ لكنْ بلا أوتادِ/ بَعْثرتُ أولادي على طولِ الضَّنى/ ونَصَبْتُ خيمةَ محنتي في الوادي/ في خيمةٍ والحاسدونَ قوافلٌ/ فلتَتَّقوا الرَّحمنَ يا حُسّادي/ قالَتْ ليَ الأيّامُ: إرحَلْ عِشْ كما/ تبغي فصحتُ مع الجنونِ: بلادي/ ملحُ العراقِ على جراحيَ بلسمٌ/ ملحُ العراقِ أمانةٌ في زادي/ بعضي على بعضي يئنُّ وغيمتي/ في ملتقى الإبراقِ والإرعادِ..».

وتاليا قدم الدكتور إياد الحمداني والدكتور رائد الحاج مداخلتين نقديتين تأملتا أهم الملامح الفنية في الكتاب المحتفى به.

تاليا كانت المشاركة للشاعر خابر الخلصان من الإمارات، الذي قرأ غير قصيدة، منها «بالحب مطلعها»، وهي قصيدة وطنية كتبها بمناسبة العيد الوطني لبلاده، وفيها يقول: «أحلى القوافي شدَت في راقصِ النَّسم/ وردَّدت صادق الإحساسِ بالنَّغمِ/ إذ أنزلت وابلَ الإنشادِ ربوتَها/ لمزهرٍ عطرُها التِّحنانُ بالسّجمِ/ يا بارقَ الحبِّ.. حرفُ الرُّوح تكتبُه/ نوابضٌ عن فؤادِ البرقِ كالنّجمِ/ يتلو نشيدًا به الأركانُ تحملُه/ إلى السماءِ شموخَ العزِّ والشَّممِ/ فالنّخلُ تلكَ عذوقُ المجدِ شاخصةٌ/ لسعْفِها من ظلالِ الأصلِ والشِّيمِ/ يا موكبَ الوجدِ يا تربَ الحياةِ بها/ نبتُ الإخاءِ لأهلِ الجودِ والكرمِ..».

ليقرأ تاليا الشاعر نايف الهريس، مدير الديوان ومؤسسه، قصيدة في المديم النبوي، وأخرى غزلية، قصيدة بعنوان «رغاب النفس»، وفيها يقول: «ولدنا على الدنيا بلا علل/ شربنا انسكاب الدهر في حلل/ بها الحظ مكتوب لنقرأه/ بما خط فعل القول والعمل/ يقين يريب الظنُ سيرتَه/ إذا ما تصدى العقل للزلل/ عُلا المرء مكنوز بقدرته/ لإمداد ما بالنفس من أمل/ إذا النعمة المسداة قد لمعت/ سعدنا بحلم حامل الجذل/ وللمرء أن يمشي على حمم/ فيسمو برضوان بلا جدل/ ولكن رغاب النفس ترفل في/ مناها لِغبّ الدهر بالعسل/ ألا إن غُلب الدهر مرتهن/ إلى النفس بين الجد والهزل..».

وتحت عنوان «انهار السدّ» جاء النص الذي قرأته الأديبة هيام فؤاد ضمرة، وفيه تقول: «تصدَّعت بغوايةِ وَهمِكَ الجُدران/ كأسطورةٍ حمقاء انهارَ السدّ المَنيع/ وتبعثرتْ مياهُ الأحلام بالوديان/ وكأنما لا كانت هناك مُدنٌ/ ولا حاضرة ركب يُسامر فحواها إنسان/ فهل غرَّك مُراودة العقل لشرعة جنون؟/ حتى باتَ القول فيك يَستحيلُ معه أنْ يكون/ فليتك بالحُلم تتحلى على غير ظنون/ ليتك تقرأ السطورَ بغير معاولِ هدمٍ/ يهزّ أركان الأساس ويئد الأمان..».

من جانبه قرأ الأديب خليل حسين اطرير قصيدة بعنوان «لواعج الحيرى»، وأخرى بعنوان «صرح خطّنا»، وفيها يقول: «و تجمعُنا على وِردِ الصفاءِ/ أزاهيرُ الودادِ مع الوفاءِ/ يشَذِّبُها الهيامُ على ظلالٍ/ و فيءٍ حَفَّهُ لونُ النقاءِ/ تلملمُنا و في أيكِ القصيدِ/ مثالبُنا تَضَوَّعُ بالحداءِ/ على ساح التعاون سوف نبني/ صروحَ الضاد في حضن الودادِ/ خيوطُ الحبّ تأتلقُ احتراماً/ تلبّي ثمّ تصدعُ للنداءِ/ هنا أختي تطرِّزُ بالحكايا/ أفانينَ البلاغةِ في رداءِ/ أخي يرعى مواويلَ الخوالي/ يغذي فكرَنا طيبَ الثراءِ/ ينقّي كلَّ شائبةٍ وعيبٍ/ ويروينا الزلالَ بلا عناءِ/ ويطربُنا مع الأوتارِ وجداً/ ففي الأشعار أنسامُ الشفاءِ/ ونزرعُ بيننا الشبانَ غرساً/ ليحملَ عجزَنا صوبَ العطاءِ/ هنا الروضُ الذي يحنو عليهم/ ويعطي الحوضُ دفقاً من دماءِ/ هنا حبلُ الوصالِ على بيانٍ/ مكينُ الصرحِ من أسسِ البناءِ..».

كما شارك الشاعر عبد الرحمن المبيضين بقصيدة بعنوان «كورونا»، وفيها يقول: «يقولونَ (كورونا) فقلتُ أروني/ كبشاً يُخيف الناسَ دونَ قُرونِ/ فقالوا له قرنان بل هي سبْعةٌ/ وقالوا: له عشرٌ فقلت: أروني/ وقلت: تخافون الذي لا ترونه/ وتَنسون ذكْر الله؟ محضُ جُنونِ/ فإنّي رأيت الله في كلِّ آيةٍ/ وإنّي رأيتُ الله ملئ عيوني/ فإن الذي تخْشونَ أصغرُ طارئ/ بلا أرجلٍ لا بل بِغيرِ مُتُونِ/ أفيقوا فإنّ الله يَعلمُ سِرّنا/ ويَعلمُ ما فوْقي وما هو دُوني/ فليس لكورونا سِوى الله دَافعٌ/ سَيأتيه يومٌ قَدْ يقولُ: خُذوني..».

كما شارك في اللقاء الدكتور عمار العساف والدكتور اسماعيل توفيق الزبيري والأديبة حياة دراغمة، إضافة لكوكبة من المستمعين العرب.

 

 

 

المصدر: الدستور 

19 Dec, 2020 12:21:14 PM
0

لمشاركة الخبر