ظل أحمر لرشاد أبو داود ومضات مضيئة جوهرها فلسطين وتاجها الوردة
ظل أحمر لرشاد أبو داود ومضات مضيئة جوهرها فلسطين وتاجها الوردة
للشاعر والكاتب الصحافي رشاد أبو داود صدر ديوان جديد بعنوان «ظل أحمر». يتضمن الديوان 725 ومضة شعرية تتنوع مواضيعها بين الوجداني والفلسفي والوطني و السياسي.
وفي حين جاءت فلسطين كجوهر للومضات باعتبارها قضية عربية مركزية فقد جاءت الوردة بشكلها و لونها و رائحتها كائناً موجوداً بصورة ما في ومضاته باعتبارها الجمال الخالد والمتحدث الصامت بلغة الحب الذي لا جنسية له سوى الإنسانية.
«لا أذكر
أني كنت طفلاً
لم يكن في المخيم حديقة»
...
فلسطين ليست بيتاً
من حجر
فلسطين حجر يدافع عن بيت
......
الندى صدى آهات التوت
أنفاس عاشقين
تخرج من مسامات الجوري
فيرتعش الريش على جسد الغياب».
يقول الشاعر والناقد د. راشد عيسى الذي اكتشف ما لم يكتشفه رشاد في ومضاته التي لم يكن يقصد منها النشر بل اتخذ منها متنفساً لحالات يومية أو نافذة يطل منها على جميل الماضي: «تأتي أهمية ومضات رشاد أبو داود من كونها مفتوحة على التأويل الجمالي والتشكيل الفني معاً عبر مزاج لغوي لذيذ وكنايات فتاكة واستعارات فتاكة لبقة تحترم ذكاء القارئ فتبقي له مسافة للتوقع و التخمين وممارسة تدريب المخيلة على التقاط المعنى الهارب. فهو يستغني عن قميص اللغة، بأزرارها وعراها وحبكها و جيوبها وتطريزاتها التشكيلية وأحياناً بهسيسها وتنغيماتها الراقصة على حبال المعنى.
ويمضي د. راشد عيسى إلى القول: أجرؤ على القول إن أبا داود في ومضاته هذه يسجل إضافة نوعية لفن التوقيعة (الومضة) بمياسمها الأدبية المبدعة راسماً صوته التعبيري الخاص على مرآة كبيرة من مرايا المشهد الثقافي العربي المعاصر.
وعن أسلوب رشاد أبو داود كتب الشاعر البحريني الكبير قاسم حداد: ثمة الرشاقة الرصينة في أسلوب هذا الرجل. وعليك أن تصغي إليه وهو يتحدث كما يقول الكلام لنفسه. ليس مجازاً، ولكن بالفعل، لكي تلتقط منه أطراف الخيوط مجدولة بالأقانيم الثلاثة:العقل والعاطفة والتأمل.
الناقد د. عماد الضمور كان وصف أسلوب رشاد أبو داود بأنه «الكلام الذي يبرق مرة واحدة ولا تنطفئ جذوة تأثيره في الآخرين، إنه كلام منجمه القلب وقالبه العاطفة وغايته التأثير، يسعى إلى خلق حالة أخرى موازية لحالة المبدع، كلام لا يتشعب بل ينتظم في بؤرة إشعاعية واحدة».
صدر الديوان الذي يقع في 175 صفحة في عمان-الأردن عن دار خطوط وظلال لصاحبتها د. الشاعرة هناء البواب. والغلاف من تصميم الفنان محمد العامري.
يذكر أن لرشاد أبو داود نصوص «لكم أنت بي» نكهة وطن الصادر العام 2008 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر– بيروت ، و»كلام طري» العام 2015 عن دار فضاءات – الأردن ، و»اسمعي ما تقول يداي» الصادر عام 2017 عن دائرة الثقافة و الإعلام – الشارقة.
المصدر: الدستور