Skip to main content
«أفكار» الأردنية تكرس «الثقافة المدنية»

نحو ثقافة مدنية هو النهج الجديد الذي اختطته هيئة التحرير الجديدة لمجلة «أفكار» التي تصدر شهريا عن وزارة الثقافة الأردنية منذ عام 1966 والتي تعد من المجلات العربية النادرة التي واظبت على الصدور على مدى خمسين عاما ونيف.


وقد صدر العدد الجديد من المجلة متضمنا افتتاحية بعنوان «لماذا الثقافة المدنية» كتبها الروائي جمال ناجي رئيس التحرير، جاء فيها:
«يأتي هذا التطوير استجابةً للمتطلبات الثقافية الاجتماعية التي تفرضها معركة الأفكار، تلك التي نشبت منذ ابتداء مرحلة التحلل الأيديولوجي، وما أعقبها من مظاهر التوعك والإنهاك الثقافي التي سمحت بالانتشار غير المسبوق للتزاحم المُريع للأفكار والاجتهادات والتطبيقات ذات النتائج الدامية». إن القراءة المتأنية للواقع الثقافي المحلي والعربي تفيد بأن مثقفينا نسوا، ربما في غمرة انشغالهم بالقضايا السياسية، أن ثمة ما يمكن تسميته بالثقافة الاجتماعية وتجلياتها المدنية، وهو أمر يذكرنا بالنضالات التي خاضها السياسيون والمثقفون على مدى عقود من الزمان سعيا وراء الحريات السياسية، من دون الالتفات إلى الحريات الاجتماعية ذات الجوهر الثقافي، التي تشكل عصب التغيير الإيجابي في مجتمعات كانت – وما زالت – تعاني من الصدمات الثقافية والعلمية والفكرية».


ويقول رئيس هيئة التحرير، الروائي جمال ناجي لـ«القدس العربي» أن الثقافة أوسع وأعمق من أن نحصرها بفي الشعر والقصة والنقد والفنون، إنما هي تشمل أيضا ثقافة الحريات الاجتماعية والمشاركة والفلسفة والسياسة والفكر والعمران والعلوم الثقافية الجديدة وسواها، أما اختيار الثقافة المدنية كثيمة أساسية للمجلة إلى جانب الإبداع، فمرده الاحتياج الاجتماعي لهذه الثقافة التي غابت أو غيبت عن الخطاب الثقافي إلى حد يثير التساؤل. ومن بين التطويرات التي اعتمدها النهج الجديد للمجلة مسألة التكثيف، حيث يرى ناجي أننا نعيش عصر التكثيف، بحيث باتت الاسترسالات والزوائد التعبيرية واللفظية أمرا يتنافى مع متطلبات القراء الذين يبحثون عن جوهر الفكرة لا عن مقدماتها ومحسناتها وذيولها، لذا قررت هيئة التحرير ألا يزيد عدد كلمات المادة المنشورة على 1000 كلمة وهي كافية. إلى ذلك استحدثت المجلة نافذة «تكنولوجيا ثقافية» يتم من خلالها التعرف على مستجدات التقنيات العلمية التي تخدم الثقافة والفنون وتساعد الكتاب والفنانين والمفكرين على اختصار الوقت، إضافة إلى النوافذ الثقافية التي تغطي أهم المستجدات الثقافية عربياً وعالمياً.


وفي مجال الثقافة المدنية للعدد الجديد، تم استكتاب مجموعة من الباحثين، فكتب في هذا المحور: نادية سعد الدين: «المجتمع المدني والتحول الديمقراطي»، سلمان النقرش: «الدولة المدنية: دولة المُواطَنَة»، زهير توفيق: «المُواطَنَةُ في سياقٍ تاريخي»، مفلح العدوان: «الأردن: «فسيفساء التشكيل.. جماليات التنوع»، هيفاء حيدر: «الثقافة المدنية تربية وسلوك»، سوزان عفيفي: «تمكـــينُ المرأة جزءٌ أصيلٌ من مدنية الدولة»، حنان هلسة: «هل الأردن دولة مدنية منذ بداية التشكل؟».

06 Apr, 2017 01:35:28 PM
0

لمشاركة الخبر