Skip to main content
حمدان بن محمد صوت شعري يتربع في قلوب جماهير الخليج

نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات - فرع دبي مساء أمس الأول ندوة بعنوان «حمدان بن محمد مُبدعاً»، وناقشت الندوة باستفاضة القيم الجمالية والإنسانية في أشعار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، شارك فيها كل من الدكتور عارف الشيخ والصحفي محمد بابا والشاعر عايض الأحبابي، قدمت الندوة الإعلامية رحاب عبد الله.
واستهلت الأمسية بفيلم عن حياة سمو ولي عهد دبي وأشعاره، فقد ولد سموه في 14 نوفمبر 1982، وتخرج في كلية أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا عام 2001، وإضافة إلى دراسته العسكرية حصل سموه على عدد من الدورات التدريبية الاقتصادية المتخصصة في كلية لندن للاقتصاد وكلية دبي للإدارة الحكومية، وتعلم من والده القائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أصول الحكم والقيادة والسياسة، فأظهر حنكة وحكمة وجدية في العمل واتخاذ القرارات، أما في مجال الشعر فقد برع سموه في قرض الشعر في عمر مبكر، واكتسب دراية واسعة به من خلال حفظ أشعار عمالقة الشعر الشعبي الخليجي، وهضم بسرعة أساليب القول فيه، فبدأ بداية قوية، وظل شعره يتطور ويسمو في درجات الإبداع، ويحوز إعجاب الجماهير في الإمارات والخليج، ما جعله شاعراً متميزاً له صوته الخاص ولونه الشعري البهي.

بعد الفيلم استهل الدكتور عارف الشيخ الحديث، حيث ركز على عدة نقاط رأى أنها تميّز سمو ولي عهد دبي في شخصيته وشعره، منها أنه استطاع أن يتربع على عرش الشعر ويصبح مدرسة يتخرج فيها أجيال اليوم والغد، وقد عرف بطول النفس الشعري، وبقصائده الجميلة، وكذلك تميز باطلاعه على الموروث العربي والإسلامي تاريخاً وثقافة.
وأضاف عارف الشيخ، أن سمو ولي عهد دبي يمتلك ذاكرة أدبية خصبة ووفرة في المفردات، يستحضر منها ما يريده بسهولة.

وختم عارف الشيخ بالتعبير عن إعجابه بسمو ولي عهد دبي شاعراً يعيش في وجدانه ويملأ إحساسه كما ملأ إحساسه من قبل والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقرأ د. عارف الشيخ بهذه المناسبة قصيدة كتبها سابقاً مهنئاً فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعدما حضر أمسية شعرية لسمو ولي عهد دبي لمس فيها قدرته الإبداعية الهائلة، وسيطرته القوية على المنابر، وعنوان القصيدة «أبا حمدان جئتك بالتهاني»:

 

أبا حمدان جئتك بالتهاني

على نضج القرائح والبيان

لقد طاب الغراس وطاب جنيا

غراس قد سقته يد الضمان

ل«فزاع» القريض أزف شكري

 ف«فزاع» غدا فخر الزمان

محمد بابا قدم ورقة بعنوان «الإيجابية والوطنية في أشعار فزاع» قال في مستهلها، إن «المدونة الشعرية لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، تفيض بالكثير من المواضيع والأغراض، وتتعدد سياقاتها ومضامينها الشعرية، وربما لا تكفي ورقة أو كلمة لتقديم تلخيص شامل لها».

وأضاف، أن المطالع لشعر سموه يجد حضوراً واعياً لروح الإيجابية، يتجلى في صور الحكمة أحياناً، وفي صور الفخر أحياناً أخرى، وحتى في أكثر غزلياته تجدهُ يضمن الدرر بين القوافي، ويُلبسها من لبوس الحكمة في خلاصات تحفيزية ثرية، كما يحتل الوطن جزءاً كبيراً من وجدانه الشعري، وتحضر مختلف قضاياه، من خلال الدلالات والكلمات التي تحيل إلى قاموسه، في مُعجمه الشعري.

وتوقف بابا عند الصور والدلالات الإيجابية في شعر سمو ولي عهد دبي، وتعني الإيجابية عنده قوة في التفكير يقود صاحبها مُتلقيه إلى التميز، وهو بهذا المعنى، النفسي والفلسفي والإبداعي نوع من التوجيه الذهني يحفز ويدفعُ إلى الارتقاء الروحي والمعنوي، وهذه الإيجابية بارزة في أشعار سمو ولي عهد دبي، فالصور الشعرية عنده تحمل روح المفاخر والمآثر السامية وسجايا وخصال النفوس الرفيعة، ويستشهد بابا على ذلك بمقطع من قصيدة «اعذروا رماح» لسمو ولي عهد دبي، يقول فيه:

معنويّة فارسك للغيم وعزومه متينه

              والرجال تبين في يوم الشدايد مرجلتها

والقصيد اللي يعبّر عن مشاعرنا يازينه

             والقلوب اللي بدون احساس ياقِل بْركتها

كبريائي يجبر الخافق مايكشف عن حنينه

       وفيه دمعهْ في عيوني بس عيني ما ادمعتها

ويضيف بابا، أن من مميزات «الإيجابية» في شعر سمو ولي عهد دبي امتزاج الشعور الذاتي بالموضوعي، فالفكرة تسير وفق وحدة موضوعية، تتناغم لتشكل مجموعة من الصور والأخيلة الشعرية تحفز على الأمل والطموح والصبر والعزيمة والسير الحثيث على درب التميز.

كما توقف بابا أيضاً عند ما أسماه «الحس الإنساني الإيجابي»، فنصوصه تلامس هموم الناس ويحنو بفكر المُلم العارف لمداخل المعنى وخبايا النفس الإنسانية مدركاً أن البشر في حياتهم وحاجاتهم كلهم سواسية وإن اختلفت المراتب والمواقف.
أما عايض الأحبابي فجاءت مداخلته بعنوان «قصيدة القصائد لحمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، الناس سوا في عيني»، وقال في مستهل مداخلته، إن سمو ولي عهد دبي يبني فكراً جديداً في عالم الشعر، وقد جاء في قصائده على كل الأغراض الشعرية، كالغزل والفخر والحماس والوطنيات، وأجاد فيها كلها، وقد تأثر معظم الشباب في الإمارات والخليج بأسلوبه الشعري وأحبوه، لأن فيه أصالة وإبداعاً ورؤية وفكراً، ويحمل رسالة إيجابية لأجيال المستقبل.
وقد عمد في تحليله إلى الاستشهاد على المعاني الواردة في القصيدة بمعانٍ من قصائد أخرى سابقة عليها لسمو ولي عهد دبي، وقال عن القصيدة إنها: «نص نخبوي أطل علينا بإبداع وعصارة فكر سمو ولي عهد دبي ليجمع في تفاصيله كل مقومات النص المتفرد الناضج من لغة تجمع السهل الممتنع في تركيبة جمالية ذات طاقة تفاعلية، ما يرسخ في ذهن المتلقي أنه هو نفسه من كتب القصيدة، وذلك لإبحاره في عالمها»، ومن أبيات القصيدة يقول سمو ولي عهد دبي:

لنّ الشعر عندي رسالة سامية وتحتوي

              على فكر شاعر قناعاته ما هي تسقط سهو

أكتبه وأنا مهتوي وألقيه وانا مهتوي

             والوزن ما هو ينكسر والنحو ما يبغي نحو

واعز منه قول ربي والحديث النبوي

              والاهتداء بسنة أصحاب النبي يوم اهتدوا

القصة اكبر من بحور الشعر وحروف الروي

              القصة إحساس يلامسني ويسمو بي سمو

في نهاية الأمسية، كرّمت الهنوف محمد مسؤولة فرع الاتحاد في دبي المشاركين في الأمسية، كما كرمت الإعلاميين المتعاونين مع الفرع على متابعتهم لجميع أنشطته.

الخليج

12 Apr, 2017 10:56:51 AM
0

لمشاركة الخبر