«أجيال مغايرة» ندوة تشخص أزمة الشباب مع وسائل التواصل الاجتماعي
لخّص الإعلامي والممثل القطري غازي حسين، والكاتبة الكويتية عواطف البدر، أبرز السمات التي يتصف فيها جيل اليافعين والشباب اليوم، بالقول: «إن وسائل التواصل الاجتماعي المعاصرة، هدمت الرابط الأسري في المجتمعات العربية، وشكلت نماذج جديدة للمعرفة والتعليم، لا تحتكم إلى الكتاب، أو البحث، أو غيرها من الوسائل الموثوقة».
جاء ذلك، أول من أمس، خلال ندوة «أجيال مغايرة» نظمها مهرجان الشارقة القرائي للطفل، وأدارتها الشاعرة والإعلامية الإماراتية شيخة المطيري.
حيث استعرض كل من حسين، والبدر، صوراً حية لممارسات الأجيال الجديدة، وعلاقتهم بالتكنولوجيا الحديثة، كاشفان عن دور الأسرة والمؤسسة التربوية والرسمية في تصويب وتوجيه مسار الشباب أخلاقياً ومعرفياً.
فقدان هوية
وأوضح حسين: «أن الكثير من المتابعين للتغيرات الطارئة على جيل اليوم يجد أنها طبيعية ومناسبة لمتغيرات العصر وتسارعه العلمي، متجاهلين أن هذا الاختلاف لا يعني التنازل عن القيم والمبادئ الأخلاقية الراسخة في ثقافتنا العربية والإسلامية». وأشار إلى أن جيل الشباب اليوم يعيش في الواقع الافتراضي ويتجاهل الواقع اليومي تماماً، بقوله:
«لم تعد جلسات العائلة، وأحاديثها محل اهتمام الشباب، ولم يعد للشباب مرجعيات أخلاقية، قائمة على خبرة الأب، ونصائح الأم، وإنما باتوا يحاكون ما تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي من نماذج لشخصيات متعددة الثقافات ولا تنتمي للهوية العربية والإسلامية بصلة، الأمر الذي يعني فقدان هوية لجيل كامل».
ترسيخ قيم
وتوقفت البدر عند دور العائلة والمؤسسات التربوية والتعليمية في تصحيح مسار الأجيال الصاعدة، وأهمية العمل على النهوض بها، عبر مشروع معرفي ثقافي يبدأ من حكايات ما قبل النوم، فقالت: «إن مهمة أدب الطفل اليوم، هو ترسيخ قيم وثوابت في الأطفال واليافعين، ليكونوا في السنوات المقبلة شباباً مدركين».
وأضافت: «تزاد مهمة الأسر، والمؤسسات الرسمية اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لما يشهده العصر من متغيرات، تجذب الأجيال الجديدة، وتفقدهم قيمة العمل، والوقت، الأمر الذي يدفعنا نحو التمسك بالأدب كأداة نهوض بالأجيال، وفتح مداركهم، وتعزيز رؤاهم».