الرواية السعودية.. طفرة لا يواجهها نقد
أقام فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكة المكرمة بالتعاون مع مكتبة الملك فهد العامة بجدة ندوة ثقافية بعنوان (الأسرة في الرواية السعودية) شارك فيها كل من الروائيين الأستاذ أحمد الدويحي والأستاذة بشاير محمد مكي والدكتورة نجلاء مطري وتولى إدارة الندوة محمد عبدالرحمن باوزير، وتحدث الدويحي قائلا: الرواية تستوعب كل الشرائح وهي جنس أدبي شامل يحتوي كل الفنون الأدبية وقال بأن الروائي ليس متخصصا في كل الحقول المعرفية وليس بطبيب يصلح ان يكتب روشتة بذلك بل هذا من صميم المتخصصين في النقد الأدبي، وقد كان يتوقع الأستاذ الدويحي في مرحلة مبكرة أن يعقب الطفرة الروائية الكتابية طفرة نقدية وبالأخص عندما تكون هناك مراكز بحوث تتعلق بالجهة التربوية في الرواية والناحية الاسرية وان لايكتفى بترك ذلك في الدراسات العلمية في الجامعات بغرض تحقيق الدرجات العلمية فقط وعلق بان الاسرة رافد مهم للروائي في كل الاحوال ولابد ان يتسلل شيء من تفاصيلها داخل النص الروائي. بعد ذلك تحدثت بشاير محمد مكي عن الرواية قائلة إن التفكير في الأسرة قديم قدم الإنسان بهذا الوجود إذ استحوذت الأسرة على اهتمام الكثير من الفلاسفة والمفكرين والأدباء في مختلف المجتمعات ومختلف الفترات التاريخية، وقالت انه مع التقدم التكنولوجي الذي حدث في العالم نتيجة في الثورة الصناعية وهجرة الكثير من الأفراد من الريف إلى المناطق الحظرية تغيرت أنماط العلاقات بين سكان المناطق الحضرية وظهرت العديد من المشكلات الاجتماعية كالتفكك الاسري والانحراف والطلاق وهذا مادفع علماء الاجتماع الى الدعوه لعلم مستقل يهتم بالاسرة ونشأتها وتطورها ووظائفها وكيف تغيرت هذه الوظائف عبر العصور. وأضافت: أن الأدب والرواية تحديداً لم تكن بمعزل عن هذا كله فنجد في الرواية السعودية رصدا دقيقا للأسرة السعودية بما تتمتع به من خصوصية تجعلها تختلف عن غيرها من الأسر في المجتمعات الأخرى وتناولت التطور التاريخي الذي طرأ على هذه الأسرة وتكلمت في نقاط عن طبيعة العلاقة بين الأسرة وأفرادها وموقف الرواية السعودية من مكون الأسرة وعن وجود عوامل كثيرة تحد من فعالية دور الأسرة وتأثر عليه سلباً وإيجاباً وأن الرواية في هذا المجال تلتمس نقاط الخلل أو الضعف عن طريق الاقتراب اللصيق بأفراد الاسرة الذي يصعب ان يتاح لغير الروائي والذي يهدف للبحث على الحلول المناسبة لكل اسرة. أما نجلاء مطري فتحدثت بأسلوب نقدي عن رواية: (ثمن الشكولاتة) للروائية بشاير محمد. تحدثت عن شخصية البطلة التي تعاني التمزق والضياع الداخلي نتيجة غياب المرجعية الاجتماعية المبنية على أسس سليمة، كما تحدثت ايضا على قضيَّة من قضايا المضمون في هذه الرواية وهي صورة الأب والأم ومدى تأثيرها على أهم عناصر البناء الروائي وهو الشخصية.