Skip to main content
أمريكا تغزو العقول بالإعلام

توضّح سمر طاهر في كتابها «الإعلام في عصر العولمة والهيمنة الأمريكية» أنه في أوائل القرن العشرين لم يكن هناك أدنى اهتمام يذكر بقضية التدفق الإخباري عبر الحدود الدولية، ويذكر «وولتر ليبمان» أن الكثير من الناس في أوروبا لم يسمعوا باندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 لأيام عدّة، حيث كان سريان الأخبار بطيئاً في ذلك الوقت، أما بعد ظهور وسائل الإعلام الإلكترونية فقد أصبحت وظيفة نقل الأخبار تتم بشكل أسرع، بعد أن عملت هذه المستحدثات على تحسين هذه الوسائل وتوسيع نطاق الخدمات الإخبارية، إلا أن تداول الأنباء خضع في ظل هذا الواقع المتطور إلى حقائق أساسية، منها تركيز الثروة في أيدي دول معينة، الأمر الذي مكنها من إنشاء جهاز إخباري كفء، تؤثر به في اتجاه سريان الأنباء التي تسري من الدول عالية النمو إلى الدول الأقل نمواً.
ترى المؤلفة أن الخلفية التاريخية لمشكلة الاختلال الإخباري ترجع إلى الجدل الذي أثير منذ السبعينات من القرن العشرين حول إشكالية التدفق التي فجرتها الدول النامية في مختلف المحافل الدولية، ومن الأسباب التي أدت إلى زيادة الاهتمام بدراسة الموضوع في هذه الفترة زيادة الحديث حول إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد، وبالتالي نظام عالمي جديد للاتصال. وقد اتخذ هذا الجدل الدولي أبعاداً مختلفة بسبب عدد من المتغيرات السياسية والإعلامية التي ظهرت على الساحتين العربية والدولية، في مطلع القرن الجديد، والتي أدت إلى زيادة الاهتمام بدراسة موضوع تدفق الأنباء، والعوامل أو المحددات التي تحكم تدفق الأخبار إلى وسائل الإعلام المحلية، سواء تعلّقت تلك العوامل بدور وكالات الأنباء الدولية في درجة التدفق أو بدور القائمين بالاتصال في وسائل الإعلام المحلية، أو ما يطلق عليهم حراس البوابات الإعلامية، أو بغيرها من العوامل التي قد تزيد أو تحد من حالة عدم التوازن أو الاختلال الإخباري.
على خلاف إمبراطوريات القرن التاسع عشر، فإن إمبراطوريات الإعلام الحديثة لا تعتمد على القوة العسكرية، بل على قوة الأفكار، فقد أصبحت إمبراطورية مايكروسوفت لصاحبها بيل جيتس أكثر قوة وثراء من عدد من الدول النامية، وهذا الكتاب يفتح نافذة على عالم المؤسسات السياسية والإعلامية في أمريكا، ويرينا كيف خرجت أمريكا منتصرة من الحرب الباردة، لتوظف إعلامها من أجل غزو العقول، ومحو ثقافات الشعوب، وتعلن حروباً جديدة ضد أعداء جدد، لتفرض سيطرتها وسطوتها على العالم. 

09 May, 2017 02:46:00 PM
0

لمشاركة الخبر