Skip to main content
«السنة المفقودة»... سيرة ذاتية مصورة

يراهن القاص والروائي الأرجنتيني بيدرو ميرال على قوّة الموضوع وفرادته في النوفيلا الجديدة التي تحمل عنوان «السنة المفقودة»، فقد اختار المؤلّف بطلاً مُلتبساً يحيطه الغموض والإبهام في حياته ومماته على حدٍّ سواء. تُرى، ما سرّ هذه الشخصية الإشكالية؟

وكيف تحوّلت إلى لغزٍ عصي على الحل؟ ومع أنّ خوان سالفاتييرا هو الشخصية المحورية، وبطل النوفيلا بلا مُنازع لكنه لا يسرد الأحداث لسبب منطقي، إذ تعرّض إلى حادث مروِّع حينما شبَّ حصانه في الغابة وأسقطهُ عن ظهره لكن قدمه علُقت في رِكاب السَّرج وظل متدلياً بين قوائم الجواد الذي يركض عبر الأشجار حتى كُسرت جمجمته، وتحطم فكّهُ، ففقدَ القدرة على الكلام وهو في سن التاسعة، وحينما أفاق من غيبوبته وجد الألوان المائية التي منحها إيّاه الطبيب فشرع في الرسم الذي سيتحول لاحقاً إلى وسيلة تعبيرية لتدوين سيرته الذاتية والاجتماعية والعاطفية.

يحرق سلفاتييرا كل ما رسمه قبل سن العشرين ثم ينهمك في رسم أطول لوحة فنية في العالم سوف تستغرقه نحو ستين عاماً مُحطّماً فيها الرقم القياسي لعملٍ فني معروض على شاشة في بكين يبلغ طوله 618 متراً رسمه 400 راهب بوذي، بينما بلغ طول عمل سالفاتييرا أربعة كيلومترات وهو مُبدعه الوحيد الذي نفّذه على ستين لِفافة قماشية.

تتمحور الروايات العظيمة، في الأعم الأغلب، على المآسي والمواقف المفجعة، ونوفيلا «السنة المفقودة» التي تحتفي بالحب، والتكتّم، والخيانة، والغضب، والتفاني لكنها لا تخلو من الموت، والإحباط، والخسائر الجمّة. وقد تكون هذه الخلطة السحرية من المعطيات المتناقضة هي التي منحت الثيمة الرئيسية حرارتها، وصدقها، وألقها الخاص الذي يقترب من العمل الأسطوري الذي يتشكّل أمام عيني القارئ كلما توغل في النص، وتشعّب فيه قبل أن يصل إلى نهايته الصادمة.

08 Jul, 2017 04:18:31 PM
0

لمشاركة الخبر