Skip to main content
زياد عودة.. الأديب العربي وشيخ المثقفين الأردنيين

يُبرز هذا الكتاب، الصادر مؤخرا للقاص والإعلامي إبراهيم أبو زينة، سيرة الأديب الراحل زياد عوده (1943-2016)، وجهوده للنهوض بالحياة الثقافية في الزرقاء،وما خلـّده قبل رحيله من إنجازات أدبية، وما فاضت به قرائح أقرانه من الكتاب تجاهه بعد رحيله الذي كان خسارة فادحة للحراك الثقافي في المحافظة وخارجها،بعد أن كانت مكتبته الثقافية عامرة بالأدباء ومؤلفاتهم.


يشتمل الكتاب على صفحات توضح علاقة مؤلفه بالراحل، وعلى كيفية تخطيطهما قبل الرحيل لإصداره، مع إبراز مكانة وموقع الأديب زياد عوده في الحراك الثقافي في المملكة، ورصد علاقاته وصداقاته مع المثقفين، وفي فصل خاص يتوقف المؤلف عند ميلاده، ثم عن حيثيات انفجار قنبلة في يده عام1951،مما أدى لبتر3من أصابعه،ثم يتحدث عن رحيله من ذنابة/ طولكرم إلى الزرقاء، ويستعرض جوانب من حياته الصحية والاجتماعية والعلمية حتى رحيله بتاريخ 6/5/2016.


 ويستعرض المؤلف في فصل آخر مؤلفاته وأعماله التي تجاوزت الـ20كتابا، ثم يتحدث عن المكتبة الثقافية التي أنشأها وأدارها منذ عام 1971 لتكون مشروعا ثقافيا وطنيا، وعن عمله مختارا عشائريا ساهم في تسيير أمور الناس وإصلاح ذات بينهم، وعن عمله في الصحافة ونشره بها، وعن دوره النقابي وترؤسه فرع رابطة الكتاب الأردنيين في الزرقاء، وترؤسه نادي أسرة القلم الثقافي، وثمة حديث عن كونه نصير المرأة، وعن «جائزة الأديب العربي زياد عوده للإبداع والثقافة»، وعن المواقع الإلكترونية التي أنشأها أصدقاؤه لنشر إنتاجه بعد رحيله، ثم يقدم مختارات من أدبه.


وتتضح في الكتاب  الصادر مؤخرا عن دار إيهاب الجهود الكبيرة التي بذلها إبراهيم أبو زينة لإعداده وإنجازه وإصداره، وتضمينه فصلا بعنوان قالوا عن الراحل، ومنهم: د. صلاح جرار الذي قال: إنه إنسان نبيل ومفكر بعيد النظر ووطني صادق وباحث متعمق. وأضاف رياض الخطيب:كان وجيها على الصعيدين الاجتماعي والثقافي ورجل العمل العام، وقال محمد وصفي اللبدي: تخزنت ذاكرته حتى أصبح مكتبة بشرية. وقال د. جاسر العناني: كان موسوعة أدبية تمشي على الأرض، وعدا عن شهادة محمد المشايخ، قال حمودة زلوم شعرا:سأظل أذكر بالثنا/ رجلا صليبا كالقنا. وجاء في قصيدة حمدان القضاة: قد قدّر الله أن تمضي وما برحت/أقدام عزومك فوق المجد ترتفع.

أما طلعت شناعة فقال:كان سندي وعرّفني على أدباء الزرقاء.وقالت سناء وادي الرمحي: كان متواضعا مخلصا للكتابة. وأضاف زهير ابراهيم سيف: كان المعلم والملهم للجيل الواعد.وقال علي البتيري: كتب فأجاد وترك خلفه ما يحفظ ذكره. وقال د. تيسير أبو عاصي: كان يتخذ من مكتبته العتيقة حصنا يرقب منه الكلمة كيف تنمو ثم تعدو فتنهض ثقافة تترسخ حركة أدبية.وقدم نصر الريماوي ومضات من زياراته للراحل. أما هنادي الصدر فقالت :كان مرجعا لكل رواد مكتبته. وكتبت ختام أبو معيلش وعدد من أفراد العائلة عما حل بهم بعد رحيله، وقال ابنه طارق كان له فضل السبق في إرشاد الكثير من الأدباء والمنجزين أدبيا واجتماعيا.بينما قال عنه شقيقه رياض: كان سباقا إلى المعرفة والثقافة.واختتم الكتاب بملحق للصور.


تمثل تجربة القاص والإعلامي إبراهيم أبو زينة، في تأليفه لهذا الكتاب، وفي كتابة القصة والأقصوصة معا، دماء الشباب النقية، وعزيمتهم التي تنهض بحياتنا الأدبية، لتنقش على جبين الأدب،نماذج إبداعية لها طاقتها وحيويتها وتميّزها.

11 Jul, 2017 09:59:34 AM
0

لمشاركة الخبر